أخبار
اختبار دم يُحسّن علاج انفصام الشخصية
طوّر باحثون في جامعة إنديانا الأميركية اختبار دم جديداً لمرض انفصام الشخصية، وهو اضطراب نفسي يشمل الهلوسة والأوهام. وأوضحوا، في دراسة نُشرت نتائجها، الخميس، في دورية «الطب النفسي الجزيئي»، أنّ الاختبار «يمكن أن يُحسّن تشخيص انفصام الشخصية وعلاجه».
ويدفع انفصام الشخصية المصابين لتفسير الواقع بشكل غير طبيعي، وقد تنتج عنه مجموعة من الهلوسات والأوهام والاضطراب البالغ في التفكير والسلوك، مما يعرقل أداء الوظائف اليومية، ويمكن أن يُسبّب الإعاقة. ويؤثر الفصام والاضطرابات الذهانية ذات الصلة في أكثر من 3 ملايين شخص بالولايات المتحدة. ويحتاج المصابون به إلى علاج مدى الحياة، ويمكن للعلاج المبكر أن يساعد في السيطرة على الأعراض على المدى الطويل.
ويحدّد الاختبار الجديد المؤشّرات الحيوية لمرض انفصام الشخصية في دم الشخص، التي يمكن أن تقيس بشكل موضوعي شدّته الحالية والمخاطر المستقبلية للمرض، والعلاجات التي ستكون أكثر فاعلية للمصاب.
للوصول إلى النتائج، تابع الباحثون خلال الدراسة عدداً من المرضى النفسيين لأكثر من عقد، وحدّدوا المؤشّرات الحيوية التي كانت تُنبئ بحالات الهلوسة والأوهام، بالإضافة إلى دخول المستشفيات النفسية بسبب الهلوسة والأوهام. ودرسوا أيضاً المؤشّرات الحيوية التي تشير إلى مدى ملاءمة الأدوية الموجودة لكل مريض على حدة.
كما حدّدوا المؤشّرات الحيوية بالدم لاضطرابات نفسية أخرى، مثل اضطرابات المزاج، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة، ومخاطر الانتحار، والألم، واضطرابات الذاكرة. ووجدوا أنّ هذه المؤشّرات كانت أكثر تنبؤية من المقاييس النفسية المستخدمة لتقييم شخص مصاب بالهلوسة أو الأوهام، مما يعني أنّ استخدام اختبار العلامات الحيوية في الدم، يمكن أن يساعد على الحدّ من حالة عدم اليقين من التقييمات النفسية.
وبناءً على نتيجة اختبار هذه المؤشّرات، يمكن للأطباء وصف الدواء المناسب لحالة المريض، من بين الأدوية الموجودة مثل «كلوزابين»، و«ريسبيريدون»، بالإضافة إلى المغذّيات والأحماض الدهنية، «أوميغا 3» و«الماغنيسيوم».
من جانبه، قال الباحث الرئيسي في الدراسة، في جامعة إنديانا، د.ألكسندر نيكوليسكو: «من الصعب تشخيص مرض انفصام الشخصية، خصوصاً في وقت مبكر، كما أنّ وصف العلاج المناسب للمصابين منذ البداية أمر مهم جداً».
وأضاف عبر موقع الجامعة، أنّ الانفصام يظهر عادةً في مرحلة الشباب، وهي فترة ذروة الحياة. ويُعدّ الإجهاد والمخدرات، بما فيها الماريغوانا، من العوامل المحفّزة للمرض، الذي إذا تُرك بلا علاج، فإنه يؤدّي إلى تراكم الأضرار البيولوجية، والاجتماعية، والنفسية للمرض.
وتابع: «لحُسن الحظ، يعمل بعض الأدوية الموجودة بيولوجياً بشكل جيد إذا جرى البدء بها مبكراً لدى المرضى المناسبين، كما يُعدّ الدعم الاجتماعي والنفسي أمراً بالغ الأهمية بجانب العلاج»، مشيراً إلى أنّ الاختبار سيكون متاحاً للمرضى في وقت لاحق من العام الحالي.