أخبار
رصد مستويات مفرطة من «المواد الكيميائية الأبدية» في المياه الجوفية
وجدت دراسة جديدة أن «المواد الكيميائية الأبدية (PFAS)» السامة موجودة في المياه الجوفية حول العالم بمستويات أعلى بكثير مما تسمح به العديد من الهيئات التنظيمية الدولية.
والمواد الكيميائية الأبدية هي مواد لا تتحلل بسهولة في البيئة، وتوجد في كثير من المنتجات مثل مستحضرات التجميل، وأواني الطهي غير اللاصقة، والهواتف الجوالة، كما تستخدم في تغليف المواد الغذائية لجعل الأغلفة مقاومة للشحوم والماء.
وعرفت هذه المواد بتسببها في السرطان ومشكلات الكبد ومشكلات الغدة الدرقية والعيوب الخلقية وأمراض الكلى وانخفاض المناعة، وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قامت الدراسة الجديدة بجمع وتحليل البيانات المتاحة من أكثر من 45 ألف عينة مياه تم جمعها حول العالم منذ عام 2004.
وأشارت النتائج إلى أنه، حتى في المواقع التي لا يوجد فيها مصدر معروف للتلوث، تجاوزت 31 في المائة من عينات المياه الجوفية الحدود القصوى الخاصة بمستويات هذه المواد، التي اقترحتها وكالة حماية البيئة الأميركية في مارس (آذار) 2023، في حين تجاوزت 70 في المائة من هذه العينات المعايير التي حددتها وزارة الصحة الكندية.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي دينيس أوكونيل، الأستاذ في كلية الهندسة المدنية والبيئية بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، إن «المواد الكيميائية الأبدية تتسرب إلى البيئة بطرق قد لا تكون واضحة. لكن هناك بعض المصادر المحتملة المسؤولة عن انتقال هذه المواد للمياه، بما في ذلك مراكز التدريب على مكافحة الحرائق التي تستخدم كميات كبيرة من الرغاوي التي تحتوي على هذه المواد، والصناعات التي تستخدمها في منتجاتها، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي».
وأضاف أوكونيل أن هناك أكثر من 14 ألف نوع مختلف من «المواد الكيميائية الأبدية»، لكن القليل منها فقط يتم اختباره والبحث عنه بشكل تقليدي في الماء.
ومن جهته، قال ديفيد أندروز، أحد كبار العلماء في مجموعة العمل البيئي، وهي منظمة تراقب مستويات التعرض للمواد الكيميائية المختلفة، إن «أهمية هذه الدراسة هي تسليط الضوء على فشل سياسات التعامل مع المواد الكيميائية، والسماح بإطلاق المواد الكيميائية الأبدية على نطاق واسع إلى حد أنها انتشرت في جميع أنحاء العالم ولوثت المياه في كل مكان».
وسبق أن وجدت دراسة نشرت في فبراير (شباط) الماضي أن استهلاك بعض الأطعمة والمشروبات كان مرتبطاً بارتفاع مستويات هذه المواد الكيميائية الضارة بالجسم، بما في ذلك الشاي والمياه المعبأة ولحم الخنزير والحلوى والمشروبات الرياضية واللحوم المصنعة والزبدة ورقائق البطاطس.
كما أشارت الدراسة إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» في الدم بين أولئك الذين تناولوا المزيد من الأطعمة الجاهزة أو الأطعمة المعدة في المطاعم.
وأرجع الباحثون، التابعون لجامعة جنوب كاليفورنيا، ذلك إلى استخدام هذه المواد في تغليف وتعبئة هذه الأنواع من الأطعمة والمشروبات، فضلاً عن احتمال تلوث بعض المزارع الغذائية والحيوانية بمياه الصرف الصحي الملوثة بـ«المواد الكيميائية الأبدية».