أخبار
تحذيرات علمية من المضاعفات العصبية للإنفلونزا

كشفت أحدث دراسة نُشرت في منتصف شهر فبراير (شباط) الحالي بمجلة «Academic Pediatrics»؛ المجلة الرسمية لـ«الجمعية الأكاديمية لطب الأطفال» في الولايات المتحدة، عن المضاعفات العصبية الخطيرة التي يمكن أن تحدث لدى الأطفال بعد إصابتهم بالإنفلونزا الموسمية، خصوصاً الأطفال الذين يعانون بالفعل من مرض في الجهاز العصبي، وتحديداً الأمراض المزمنة.
مضاعفات الإنفلونزا العصبية
قال الباحثون إن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على المضاعفات العصبية المرتبطة بالإنفلونزا لدى الأطفال قبل 5 سنوات؛ لأن معظم الأطباء لا يتوقعون حدوث مثل هذه المضاعفات لدى الأطفال؛ لندرتها بالفعل.
ولكن وفق الدراسة الحالية، كان الأطفال المصابون بمرض عصبي مزمن أو كامن أكبر عرضة لحدوث المضاعفات بنحو 50 مرة من أقرانهم الذين لا يعانون أي مشكلات في الأعصاب.
تُعدّ هذه الدراسة الأولى التي تضع رقماً محدداً لمدى تكرار حدوث هذه المضاعفات لدى الأطفال المصابين بالإنفلونزا ولديهم مشكلة عصبية سابقة.
وقال الباحثون من «مستشفى مونرو كاريل جونيور للأطفال (Monroe Carell Jr. Children’s Hospital)» بالولايات المتحدة إن الوعي بهذه المضاعفات أمر بالغ الأهمية حتى يمكن الوقاية منها؛ ومعالجتها جيداً حال حدوثها، والاستعداد للتعامل مع المضاعفات.
تشنجات والتهابات وخلل في الوعي
وفقاً للدراسة، فقد عُرّفت المضاعفات العصبية الخطيرة المرتبطة بالإنفلونزا بأنها تلك التي يُضطر معها المصاب إلى دخول المستشفى بعد الإصابة نتيجة أعراض عصبية معينة؛ بعضها يمكن أن يكون مهدداً للحياة. وشملت هذه المضاعفات: التشنجات، والالتهاب الشوكي، و«التهاب المخ (encephalitis)»، (عرَض خطير جداً يمكن أن يؤدي إلى الوفاة)، وحدوث خلل في درجة الوعي، وتغيرات عقلية واضحة، مثل عدم القدرة على فهم الكلام، والرد بشكل عشوائي، وعدم الوعي بالمكان أو الوقت، وأيضاً حدوث خلل في حركة الأطراف وعدم القدرة على المشي بخطوات سليمة ومتزنة.
دراسة الحالات
تتبع الباحثون مجموعة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في ولاية تينيسي الأميركية التي تُعدّ من الولايات الخمس الكبرى من حيث إصابات الإنفلونزا بالولايات المتحدة، وذلك خلال المدة من عام 2016 حتى 2020.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الصغار المصابين بمشكلات عصبية معينة من أكبر فئات المجتمع عرضة لخطر الإصابة بالمضاعفات العصبية الخطيرة للإنفلونزا؛ خلافاً لتوقع الجميع، وأن هناك ضرورة لتطعيمهم بالمصل الواقي من المرض قبل موسم الشتاء حتى يمكن تجنب حدوث المضاعفات.
ووفقاً لـ«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)»، فقد كانت ولاية تينيسي في أعلى مستوى من النشاط (مرتفع جداً) للأعراض التي تشبه أعراض الإنفلونزا في الأسبوع الأخير من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو الأمر الذي يتطلب مستوى أعلى من التعامل مع الأعراض العادية، مثل السعال، وارتفاع درجة الحرارة، والصداع، وآلام العضلات، حتى لا تحدث المضاعفات التي يمكن أن تؤثر بالسلب على الأطفال المصابين بمشكلات في الجهاز العصبي. وفي هذا العام على وجه التحديد، أُبلغَ عن أعراض «التهاب المخ» بمعدلات أعلى كثيراً في موسم الإنفلونزا مقارنة بالسنوات السابقة.
نصائح للأطباء والآباء
نصحت الدراسة الأطباء بضرورة معرفة التاريخ المرضي للأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة؛ لمعرفة هل يعانون من مرض عصبي أم لا، في حال إصابتهم بنزلات البرد أو أعراض الجهاز التنفسي العلوي التي تشبه الإنفلونزا، حتى لو كانت الأعراض بسيطة، والتعامل مع هذه الأعراض باهتمام.
ونصحت أيضاً الآباء بالحرص على أن يتناول أبناؤهم المصل الواقي من الإنفلونزا؛ لأنه يخفف من حدة الإصابة ويقلل من احتمالية حدوث المضاعفات.