أمراض

الغضب الساطع آت.. القدس على أعتاب انتفاضة ثالثة

باسم علي – تي بوست :

لم يسلم بشر ولا حجر في الأرض المحتلة من همجية قتل الاحتلال الصهيوني مع موجة جديدة من العنف في القدس والضفة الغربية المحتلتين، التي تشهدها باحة المسجد الأقصى والمسجد نفسه منذ منتصف سبتمبر الماضي في مواجهات بين الفلسطينيين وعناصر عسكرية إسرائيلية بسبب اصرار بعض المتشددين اليهود على الصلاة داخل المسجد كما اتسعت دائرة التوتر لتشمل ايضاً البلدة القديمة في القدس الشرقية، ويلوح في الأفق المشتعل بالأحداث والمواجهات شبح اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، مماثلة للانتفاضتين السابقتين في 1987 و2000.

#انتفاضة_ثالثة، الوسم (هاشتاق)، الذي تجاوب معه المغردون بالوطن العربي، متشاركين من خلاله أخبار الاحتجاجات والمواجهات بالقدس المحتلة، بين المواطنين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، التي اندلعت بين عقب تشييع جنازة طفل فلسطيني، عبد الرحمن شادي عبدالله، 13 عام، الذي قُتِل برصاص الاحتلال بالقرب من مجينة بيت لحم.

 

 


إلا أن الفارق اليوم في مظاهر الاختلاف بين كلا من االانتفاضتين الأولى والثانية، من جهة، والانتفاضة الثالثة من جهة أخرى، أنه في الحالتين الأوليتين كانت كل العيون والأخبار والاضواء مُسلطة على المشهد المحلي الفلسطيني، وكان جل اهتمام المواطنين العرب متابعة كل تطورات الأوضاع بالأراضي الفلسطينية، المُحتلة، بخلاف اليوم الذي باتت المنطقة العربيةكلها رهن إشارة لاندلاع حرب عالمية على الأراضي العربيةظن فاليوم لا تمثل القضية الفلسطينية الشغل الشاغل والوحيد للمواطن العربي الذي بات يتابع أحداث تطورات وتعقد المشهد في دول عربية كثيرة تعايش أرضها ومواطنيها حروب أهلية واقليمية ودولية سوريا وليبيا وغيرها من البلاد العربية التي تشهد اضرابات سياسية واقتصادية وأمنية.

الرفقاء الفرقاء.. ردود الفعل الفلسطينية

وعلى الرغم من اختلاف مواقفهم ونظرتهم من الناحية السياسية والشعبية للقضية الفلسطينية منذ توقيع الرئيس الفلسطيني، الراحل، ياسر عرفات، اتفاقية أوسلو 1993، وتناقض تصريجاتهم، إلا أن الرفقاء الفرقاء الذين فرقتهم تناقضتهم ما لبثوا أن اتفقوا من حين لأخر عقب كل عملية قتل أو ستيطان أو اعتقال يقوم بها المحتل الصهيوني، وهو نفس الموقف الذي اجتمعت تصريحاتهم عليه سويا من رفض وإدانة اقتحام المسجد الاقصى واستمرار عليات الاستيطان، هو ما ظهر في خطابات وتصريحات كل من محمود عباس أبو مازن، الرئيس الفلسطيني ورئيس اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”.

كذلك جاءت كلمة الرئيس الفلسطيني خلال خطابه أمام الجمعية العامة السبعون للأمم المتحدة، والتي أشار خلالها ضمنيا إلى احتمال وقوع انتفاضة جديدة بعد التي اندلعت يوم 8 ديسمبر 1987 و التي تلاها تأسيس حركة حماس في نفس الشهر، ثم انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 التي توقفت عام 2005 باتفاقية شرم الشيخ، محل دهشة الكثرين الذين وصفوها بأنها أقرت بموت اتفاقية أسلو للسلام لعام 1993.

وبالرغم من التحذيرات التي أبدتها الصحف العبرية لحكومة الكيان الصهيوني التي حذرت من خطورة اندلاع انتفاضة ثالثة وما أعقبها من رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في خطابه عن استعداده للمفاوضات بدون شرط لتفادي ما يمكن أن يحصل في إسرائيل و الأراضي الفلسطينية المحتلة من اندلاع لانتفاضة جديدة والذي صاحبه الاعتراف الضمني بوفاة “أسلو ” ودخول شباب ينتمون إلى كتائب الحسيني التابعة لمنظمة فتح في المقاومة بقتل عنصرين من المستوطنين تلاها دعوة الحركة الإسلامية الإسرائيلية، تمثل عرب إسرائيل، الى الدخول في حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي .

هذه المدلولات وإن بدت غير ذي قيمة للمواطن الفلسطيني أو المتابع العادي للأحداث فإنها لا تعتبر كذلك بالنسبة للقارئ المتمعن في الأوضاع وكذلك لمواطنين دولة الاحتلال فهي تدخل إسرائيل في مرحلة جديدة من تاريخها تستعمل فيها لأول مرة في القدس و في نابلس أسلحة خفيفة من قبل الفلسطينيين صاحبها انتفاض إسلاميون من عرب إسرائيل مما يهدد الكيان الصهيوني في الداخل.

 

هل يتحد فرقاء القضية مرة أخرى؟

السؤال الذي لم يستطع المحلون وكُتاب الرأي ومقيمي الأوضاع من وضع إجابة جازمة أو حتى شبه جازمة بنسب تقديريه له، فحتى بعد اتفاقهم في إدانة تحركات المحتل، إلا أن التصريحات السياسية تشير لعكس الدرب المأمول سلوكه والهدف الذي يُطمح بلوغه  فحركة المقاومة الإسلامية “حماس” والتي أعلن مسئولون بمكتبها السياسي منهم صلاح البردويل وسامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة، أنه لا تنسيق مع السلطة الفلسطينية “فتح” طالما أنها تنسق مع سلطات الاحتلال، التصريح الذي جاء عقب ما نشرته صحف عبرية عن احتمال وجود تنسيق بين السلطة الفلسطينية والإسرائيلية في القبض على فلسطينيين في نابلس اتهموا بالاعتداء على مستوطنين اسرائيليين،

وماتزال شباك الأسئلة المعقدة حول موقف كلا من الركتين وخلافهما ومستقبل القضية، هل يستمر الخلاف في الرؤى السياسية بين الطرفين، أم هل يتفقا، وهل يجبرهم الشارع الفلسطيني على الاتحاد مرة أخرى كقوة واحدة للمشاركة في انتفاضة ضد كيان الاحتلال.

الوسوم
إغلاق