الصحة والجمال

هل الجهاز الهضمي لأطفالنا يختلف عنه لدينا

ماذا نعرف نحن الأهل عن الجهاز الهضمي لأطفالنا؟ هل هم يعانون من نفس الأمراض الت نعاني منها؟ هل هناك أمراض التي لا تصيب أطفالنا؟ وفي أي حالات يجب التوجه الى الطبيب؟ الجهاز الهضمي لدى أطفالنا – كل ما نحتاج معرفته

هل الجهاز الهضمي لأطفالنا يختلف عنه لدينا

لا يختلف جهاز الهضمي للطفل كثيرا عنه لدى الكبار. فللأسف، ان الأطفال يعانون من نفس المشاكل في الجهاز الهضمي ومن نفس الأمراض – والتي عادة ما تبدأ في مرحلة الطفولة. ولكن أجسام الأطفال أصغر وأكثر حساسية للمشاكل في الهضمية ولذلك فانهم قد يصابون بالجفاف بسرعة أكبر بسبب مشاكل بسيطة مثل الإسهال او القيء.

احيانا “ينسى” الأطفال الذهاب إلى المرحاض في الوقت المناسب، أو يؤجلون ذلك عن قصد لأنهم منشغلون في اللعب أو مشاهدة الرسوم المتحركة. أيضا بسبب ميلهم لتناول كميات أقل من الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية الامر الذي يمكن أن يسبب لهم ألم في البطن، تراكم الغازات والإمساك.

الغازات

كما هو الحال لدى الكبار، أيضا لدى الأطفال تتراكم الغازات في الجهاز الهضمي، وخاصة بعد تناول الأطعمة مثل الفصوليا، الخضار وشرب المشروبات الغازية. أيضا عندما يأكل الأطفال بسرعة لترك المائدة أو أثناء مضغ العلكة – تتراكم لديهم الغازات في الجهاز الهضمي نتيجة لابتلاع الهواء. الغازات التي تتراكم في الجهاز الهضمي يمكن أن تسبب للأطفال الام في البطن وانتفاخ، ولكنها تتراكم لديهم أقل منها لدى الكبار. ولكن، إذا كان طفلكم يعاني من تراكم الغازات – يفضل التوجه لإجراء فحص طبي.

حرقة المعدة

نعم الأطفال أيضا يعانون من الحرقة – ارتداد العصارة المعوية من المعدة إلى المريء. الحرقة تحدث بالأساس بسبب تناول أطعمة معينه، تناول كميات كبيرة أثناء الوجبة أو تناول الطعام قبل النوم. أيضا في حالة الحرقة – إذا كان طفلكم يصاب بها كثيرا – هناك حاجة للفحص الطبي.

من المفترض أن يعاني الأطفال من الحرقة أقل بكثير منا نحن الكبار. يمكن للطبيب أن يوصي بتناول وجبات أصغر بوتيرة أعلى. أو يمكن حتى أن يوصي بعلاج طبي إذا لزم الأمر. في بعض الحالات، الطبيب يطلب إجراء فحص طبي لنفي وجود أسباب أخرى التي يمكن أن تسبب للحرقة.

الفيروسات

الفيروسات لا تميز بين البالغين والأطفال. الأطفال الذين يتناولون الطعام الغير مغسول بشكل صحيح أو الغير مطبوخ بشكل صحيح – قد يصابون بالفيروسات والبكتيريا في الجهاز الهضمي. النتيجة تكون حدوث تلوث المعدة، الحمى، الإسهال والقيء. يجب تعليم الأطفال من سن مبكرة غسل أيديهم بالصابون وشطف الفواكه والخضار قبل تناولها.

الإسهال

إذا كان البراز لدى الطفل لين أو مائي أكثر من ثلاث مرات في اليوم – فأنه يعاني من الإسهال. يمكن أن يحدث الإسهال بسبب التلوثات الجرثومية والفيروسية، الحساسية لأنواع مختلفة من المواد الغذائية وأيضا لأدوية معينة. الإسهال غالبا ما يزول من تلقاء نفسه بعد بضعة أيام، عادة خلال يوم أو يومين. إذا لم يتوقف الإسهال – يفضل استشارة الطبيب، لكي لا يصاب الطفل بالجفاف.

التقيؤ

كما الإسهال كذلك التقيؤ قد تكون له أسباب مختلفة. الأسباب الرئيسية غالبا ما تكون التلوثات الفيروسية. من المفترض أن يزول التقيؤ في غضون يوم أو يومين، وهو أيضا قد يسبب الجفاف ولذلك فمن المهم مراجعة الطبيب إذا لم يزول بعد يومين.

في حالة التقيؤ، يجب الحرص على إعطاء المواد الغذائية السائلة في الساعات الثماني الأولى. من الأفضل الاكتفاء برشفات صغيرة من الماء. بعد ثماني ساعات يفضل اطعامه كميات صغيرة من الأطعمة الخفيفة مثل الأرز، التفاح، الموز أو رقائق الذرة. يفضل العودة للنظام الغذائي العادي بعد يوم ولكن يجب تجنب الأطعمة المقلية أو الدهنية لبضعة أيام.

أهمية شرب المياه

في كل مشكلة في الجهاز الهضمي، من المهم أن يشرب الطفل الكثير من السوائل لكي لا يصاب بالجفاف. يمكن تمييز الجفاف من خلال أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة، جفاف الفم، اللامبالاة وعدم التبول. إذا لم يرغب الطفل بشرب الماء فيمكن جعله يشرب الحساء الطازج أو خلط القليل من العصير مع الماء. يجب مراجعة الطبيب في حالة الجفاف.

الإمساك

غالبا ما يمكن اتهام الإمساك بالام البطن لدى أطفالنا. بالمقارنة مع البالغين الأكثر وعيا لما يمكن أن يسبب الإمساك وكيفية تجنبه، الأطفال ليس لديهم وعي كهذا لذلك فانهم قد يعانون من الإمساك لأنهم يمتنعون عن التغوط عمدا وعدم الذهاب الى المرحاض. أيضا تناول الأطعمة الفقيرة بالألياف الغذائية قد يسبب الإمساك لدى الأطفال.

إذا استمر الإمساك لأكثر من يومين – يفضل مراجعة الطبيب. إذا كان الطفل بالإضافة للإمساك يعاني أيضا من الحمى، القيء أو من البراز الدموي، فالعلاج الطبي يشمل أيضا اعطاء أدوية مسهلة وتغيير النظام الغذائي. في حالة الألم الشديد في البطن – يجب التوجه الى الطبيب في أقرب وقت ممكن.

متلازمة القولون العصبي

متلازمة القولون العصبي يمكن أن تسبب للألم في البطن والانتفاخ، الإمساك والإسهال. الأطباء ليسوا متأكدين ما الذي يسبب لهذه المتلازمة، ولكن يبدو أن هناك علاقة بين المتلازمة وحساسية الأمعاء لدى الأطفال. الأطفال الذين يعانون من هذه المتلازمة، يعانون من الام في البطن مرة واحدة في الأسبوع على الأقل لعدة أشهر في كل مرة. علاج المتلازمة هو علاج مدمج الذي يشمل التغذية السليمة والعلاج الدوائي. وكذلك إذا لزم الأمر علاج تهدئة التوترات.

الحساسية للاكتوز

إذا كان الطفل يعاني من المغص، الغثيان، الاسهال بعد فترة قصيرة من تناول الطعام أو شرب منتجات الألبان – فعلى ما يبدو انه يعاني من الحساسية للاكتوز. من المهم فحص ما اذا كانت الأعراض تحدث في كل مرة يأكل الطفل أو يشرب من منتجات الألبان. هذه الأعراض تظهر بعد حوالي 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول الطعام أو شرب منتجات الألبان. لا يوجد علاج لحساسية اللاكتوز، ولكن يمكن إجراء تغييرات في النظام الغذائي بعد التشاور مع الطبيب.

مرضى الداء الزلاقي (Celiac disease) عند الأطفال

كما الكبار الأطفال أيضا ليسوا محصنين ضد هذا المرض. لهذا المرض نفس الأعراض مثل المشاكل الأخرى في الجهاز الهضمي: ألم في البطن، القيء، الإسهال والإمساك. لدى بعض الأطفال يضر المرض بوتيرة النمو.

يحدث الداء الزلاقي عند تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين – وهو بروتين الموجود في القمح، الشعير والشوفان. المرض يمكن أن يدمر بطانة الأمعاء الدقيقة. لا يوجد علاج لهذا المرض ولكن يمكن السيطرة على المرض بواسطة التغذية السليمة.

ممنوع الأكل قبل السباحة

تنبع هذه الخرافة من حقيقة أنه بعد وجبة الطعام، الكثير من الدم في الجسم يتركز في الجهاز الهضمي للمساعدة في عملية الهضم، ولذلك لا يبقى ما يكفي من الدم للوصول لليدين، الأرجل وابقاء الرأس فوق الماء. ولكن يجب أن تعرفوا أن هذه هي مجرد خرافة. وجبة واحدة لا تتطلب كمية كبيرة من الدم في الجهاز الهضمي، وبالتالي ليس هناك خطر من السباحة بعد الأكل.

 
إغلاق