صحة الأطفال
تعاملوا هكذا مع الطفل حديث الولادة!
الأم خصوصا خلال أول حمل لها تنتظر الولادة لتحمل طفلها , و تتصور أنه سيولد كما يبدو في صور المجلات , و لكن حين تراه الأم بعد معاناة الولادة القاسية تتفاجأ به , و كذلك ينتاباها شعور بالحيرة و التي سببها عدم معرفة هذا المولود أو طرق التعامل معه و كيف ينام أو يرضع و هل بكاؤه المستمر سببه الآلم و المرض أم الجوع؟ و ما هي طبيعة نشاطاته؟ كل هذا سنفصله في الأسطر القليلة القادمة.
بعد الولادة مباشرة:
إن الولادة عملية صعبة ليست فقط على الأم بل الطفل أيضا فهي معركة يخوضها مدتها من 4 – 24 ساعة و بعد الولادة مباشرة تجد الأم أن طفلها لا يحمل أي علامة من علامات الجمال فجلده مترهل قليلا و سهل التقشير , و رأسه يبدو مفزعا للأم فقد يكون متورما بسبب ضغط عظام حوض الأم عليه أثناء الولادة و ربما يكون أنفه مفلطح أيضا نتيجة الضغط و جفون عينيه متورمة لنفس السبب . و بعد أن يقطع الطبيب الحبل السري و يبدأ الطفل بأخذ أولى أنفاسه في الحياة قد يعتري الطفل بعض نوبات الشهيق و العطس و التي تكون طبيعية في هذه اللحظات الأولى.
بكاء الطفل حديث الولادة:
بعد كل هذا العناء أثناء الولادة و على عكس المتوقع يتمتع الطفل بنوم هادئ , بل إن نوبات البكاء المستمر تكون نادرة في الأيام الأولى و لا تزعجه إلا المؤثرات العنيفة و الأصوات العالية , وهذا عكس ما سيحدث خلال أسابيع قليلة من عمره إذ سيصبح كثير البكاء و الإستيقاظ و يزداد ذلك خلال الليل .
إن شعر الطفل حديث الولادة يكون ناعما جدا إلا أنه سيسقط ثم يستبدل بشعره الدائم و ذلك خلال أول أربع شهور , و على الأم ألا تقلق بشأن لون جلد الطفل فهو بالأصل وراثة من الوالدين فربما في أيامه الأولى كان أبيض أو أسمر أو حتى مزيج من اللونين سيظل يتغير حتى الشهر السادس , إلا أنه بعد ثلاثة أيام من الولادة يكون مائلا للصفار بسبب “الصفراء” التي تصيب معظم الأطفال حديثي الولادة . أما عن بقايا الحبل السري و التي ما تزال موجودة مع الطفل ستبدأ في الجفاف و يجب معرفة كيفية التعامل معها من الطبيب.
والطفل في أسبوعه الأول يستطيع أن يتنفس و يمص و يبلع و يخرج فضلاته و يسمع و يرى و يشم و يتذوق و يحس و يحرك رأسه يمينا و يسارا و يبكي لطلب المساعدة , و من الناحية العضوية يبلغ طوله 52 سم و يدق قلبه ضعف عدد دقات قلب الكبار و كذلك عدد مرات تنفسه , يتبول حوالي 18 مرة و يتبرز حوالي 4 – 7 مرات يوميا , أما عدد ساعات نومه فتبلغ حوالي من 14 -18 ساعة باليوم .
أما عن حركاته فتعتبر كلها إنعكاسات تلقائية فلو اقترب أحد من فمه يفتح فمه و يستعد للرضاعة فهذا تصرف بالفطرة يقوم به أي طفل و قيس ذلك على معظم حركاته , و هو مع ذلك يستطيع الدفاع عن نفسه و حمايتها فلو وضعت منديل مثلا على الأنف سينفخه و يدير رأسه للتخلص من ذلك المنديل , و لو لمس أحد أطرافه شئ ساخن سيجذب أطرافه كلها بعيدا ليحمي نفسه من هذا الشئ الساخن وهكذا.
ومن المثير أن نعرف إن الطفل في أيامه الأولى يفكر و يحس فهو يستطيع التمييز بين حلمة الثدي و أي ثنيات جلدية أخرى و كذلك يعرف الفرق بين الأشياء و الأشخاص , إلا أن مخه لا يتذكر ما يراه إلا خلال ثانيتين فقط فلو رأى نفس الشئ بعد هذه المدة يعتبره شئ جديد.
اللمس و السمع و الرؤية:
و كما يقول “ا . د . محمد حمزة سيد الأهل في كتابه طفلك” : إن اللمس بالنسبة للطفل يعتبر لغة الإتصال و كذلك الدفء الذي يحسه بقرب الأم وحنانها من خلال لمستها الرقيقة لجلده , بل إن بعض التجارب أثبتت إن الطفل يهدأ بسرعة إذا وضعت يدك على بطنه أو أمسكت به مع ضغط خفيف على ظهره و أنت تحتضنه. أما عن السماع فالطفل بعد مرور أربعة أيام على ولادته يتعرف على مصدر الصوت و يميز صوت الأم , و الرؤية بالنسبة للوليد الجديد ممكنة فهو يرى الأشياء الملونة على بعد 20 سم من عينيه و خصوصا اللون الأحمر و البرتقالي
و أخيرا على الأم أن تعرف ما يميز طفلها بأول أسبوع له في الحياة:
- يسمع و يستجيب للضوضاء.
- يرى و يركز بعينيه على بعد 20 – 30 سم.
- يمسك بإصبعك إذا وضعته في كفه.
- يمص بقوة خاصة إذا كان جائعا جدا.
- يحرك قدميه كأنه يمشي إذا لامست رجليه الأرض.
- إذا لمست خده بإصبعك يستدير إستعدادا للرضاعة.
- يغمض عينيه إذا تعرض للضوء.