الصحة والجمالسلايد 1

هل إجراء أكثر من عملية تجميلية يشكّل خطراً على المريض؟

كثُر الحديث أخيراً عن خطر الخضوع لأكثر من عملية جراحية في الوقت نفسه، وما قد ينجم من ذلك عن مضاعفات خطيرة على صحة المريض. اجتهادات طبية وتحليلات تفرض نفسها فيث مجتمعنا، لكن من غير أي مرتكز علمي. فهل يجوز إجراء أكثر من عملية جراحية تجميلية في الوقت نفسه؟ وما رأي الطب التجميلي في هذا الشأن؟

من المهم جداً قبل ان نغوص في تفاصيل طبية وبروتوكولية لهذا العالم التجميلي المتشعب، ان نؤكد اننا نعالج موضوعاً طبياً عاماً وليس قضية معينة برغم من المعلومات التجميلية والطبية الموحّدة.

يستهل الجراح وطبيب التجميل شربل كامل حديثه في مسألة عدد العمليات الجراحية بالقول انه “ليس عدد العمليات الجراحية العامة او التجميلية خطراً على المريض، بل هناك عوامل عدة من شأنها ان تُشكّل خطراً ومضاعفات صحية أهمها:

* مدة العملية: كلما زادت مدة العملية زادت الخطورة، فالمريض النائم (المخدر) لا يُحرك قدميه، وبالتالي تزيد نسبة الإصابة بالجلطة. لذلك يُلبس الطبيب المريض اثناء العملية الـ Gain للتخفيف من خطر الجلطة.

* عمر المريض: كلما كان متقدماً بالسن زادت نسبة المضاعفات. لذلك من المهم جدا ان يخضع المريض الى فحوص ما قبل العملية للتأكد من صحته واذا كان يعاني من مرض السكري او تصلب في الشرايين وغيرها من الامراض.

* نوع العملية: اذا كنا، مثلاً، امام جراحة في الجفون والأنف، فهذه العمليات لا تُشكّل خطراً على المريض لأنها لا تتطلب وقتاً طويلاً. يزيد الخطر في حال طالت العملية وقمنا بأكثر من عملية جراحية لأكثر من منطقة. ( شفط دهون وقص لأكثر من منطقة).

ويشدد كامل على “ضرورة الإلتزام بالمعايير الطبية المفروضة، والتي يتوجب على الطبيب الإلتزام بها. يجب ألا نشفط أكثر من 3 كيلوغرامات بالجلسة و4 كيلوغرامات في حال القصّ. هناك تقنية معتمدة في برشلونة تقوم على سحب الدم من المريض قبل اسبوع من العملية لإعطائه اياه خلال العملية في حال احتاج اليه.

* عدد المناطق التي نعمل بها: تزيد نسبة المخاطر في حال كانت العملية في اكثر من منطقة. لكن يبقى الأهم التركيز على مدة العملية التي يجب ان تراوح بين الساعة والنصف الساعة و3 ساعات ونصف ساعة كحد أقصى”.

البدانة والتنحيف …أيهما الأخطر؟!

يشير كامل الى ان عملية تكسير الدهون والنحت أقل خطراً من عملية شفط الدهون لمريض يعاني البدانة. وتزيد المخاطر والمضاعفات كلما كانت نسبة الدهون أكبر.

هل يجوز اجراء اكثر من عملية؟

يستشهد الجراح وطبيب التجميل بحالة طبية عمل عليها في برشلونة والتي خضعت الى 4 عمليات: شد بطن ووجه وجفون وصدر. لكن كان هناك 4 جراحين محترفين يعملون على المريضة لتقليص الوقت وتفادي مخاطر المضاعفات.

لا ينصح كامل في إجراء أكثر من عملية وتقسيم العمليات على مراحل في حال أصرّ المريض على إجرائها. فمثلا، أجريت عملية للشفاه والجفون لمريضة وبعد فترة كبرنا الثدي وشددنا البطن، فهي لم تكن تعاني البدانة بل من ترهل في البطن. وقد إستغرقت العملية نحو ساعتين ونصف ساعة تقريباً.

هل ينقذ طبيب التخدير المريض من الموت؟

برأي كامل ان وجود طبيب تخدير وطبيب طوارىء كفيل في معالجة المضاعفات التي تطرأ على حالة المريض. لذلك من المهم جداً ان يكون هذان الطبيبان متواجدين دائما في المستشفى لمعالجة حالات الطوارىء. فعند تشخيص حالة المريض بإصابته بجلطة دهنية مثلاً يمكن لطبيب التخدير ان يعطي المريضة epadrine اي سائل للدم ووضع انبوب اوكسجين والقيام بالـScanner للتأكد من الحالة الطبية. رأي طبي مغاير لآراء طبية أخرى أكدت في وقت سابق استحالة القيام بأي شيء امام الجلطة الدهنية.

تبقى النسبة التي عرضها كامل اكبر دليل على “الهوس” التجميلي الذي يجتاح لبنان نساءً ورجالاً، حيث تبلغ نسبة النساء اللواتي يخضعن لعمليات تجميل (الانف في الدرجة الاولى يليها تكبير الثدي وشفط الدهون) نحو 85 في المئة في حين تُسجل عند الرجال نسبة 15% (جفون – شد الوجه) .

إغلاق