أمراضسلايد 1

الدوخة.. أعراضها وأسبابها

“الدوخة” هو مصطلح يُستخدم لوصف كل شيء، بداية من الإحساس بالإغماء أو الإصابة بالدُّوار وحتى الإحساس بالضعف أو عدم الثبات.

وتُسمى الدوخة التي تتسبب في الشعور بأنك أو ما حولك يدور أو يتحرك بـ”الدُّوار”.

وتعتبر الدوخة واحدة من بين الأسباب الأكثر شيوعًا لقيام البالغين بزيارة أطبائهم، وهم يشعرون بألم الصدر والتعب.

الأعراض
عادة، يمكن وصف الدوخة باعتبارها واحدًا من الأحاسيس التالية:
– الإحساس الزائف بالحركة أو الدوران (الدُّوار).
– الإصابة بالدُّوار أو الشعور بقرب الإغماء.
– فقد الاتزان أو عدم الثبات (اختلال التوازن).
– أحاسيس أخرى مثل الطفو، أو السباحة، أو ثقل الرأس.

ويمكن لعدد من الحالات الصحية الكامنة أن تتسبب في هذه المشاكل، وبعض هذه الحالات يُشوش أو يُربك الإشارات التي يتلقاها المخ من واحد أو أكثر من الأجهزة الحسيّة، التي تشمل:
– العين.. التي تساعدك في تحديد موضع جسمك في الحيز المكاني وكيف يتحرك.
– الأعصاب الحِسيّة.. التي تُرسل الرسائل إلى مخك عن حركة جسمك ووضعياته.
– الأذن الداخلية.. التي تضم المستقبلات الحِسيّة التي تساعد في اكتشاف الجاذبية والحركة جِيْئَةً وذَهاباً.

* الأسباب
إنّ الطريقة التي تشعر بها بالدوخة، مثل الإحساس بالدُّوار أو الشعور بالإعياء أو الشعور كما لو كنت قد فقدت توازنك، توفر أدلة عن الأسباب المُحتملة.
كما قد تُقدم مسببات معينة، مثل بعض الأنشطة أو الوضعيات، أدلة عن السبب الكامن وراء شعورك بالدوخة.
أيضًا، معرفة مدة أي نوبة من نوبات الدوخة أو أي أعراض إضافية تعاني منها، يمكن أن يُساعد في تحديد السبب على وجه الدقة.

** الدُّوار
ينشأ الدوار عادة من تغير فجائي أو مؤقت في نشاط بنى التوازن في أذنك الداخلية (الجهاز الدهليزي) أو في وصلات بنى التوازن بالمخ.
هذه الوصلات تُحس بالحركة والتغير في وضعية رأسك، لذا فإن الجلوس أو الحركة قد يفاقم الوضع.
وفي بعض الأحيان يكون الدوار من الحِدة بحيث يتسبب في الغثيان والقيء ومشاكل في التوازن؛ ولكن الخبر الجيد بشأن الدوار هو أنه لا يدوم طويلاً في العادة، ففي خلال أسبوعين، يتأقلم الجسم عادة مع أي شيء يسبب شعورك بالدوخة.

وتتضمن أسباب الدوار ما يلي:
– الدوار الوضعي الانتيابي الحميد (BPPV)
يتسبب الدوار الوضعي الانتيابي الحميد في نوبات عنيفة وقصيرة من الدوار تلي مباشرة تغيّر وضعية رأسك، عادة عند تقلبك في السرير أو النهوض من الفراش في الصباح.
ويعد الدوار الوضعي الانتيابي الحميد أكثر الأسباب الشائعة المؤدية إلى الإصابة بالدوار.

– التهاب الأذن الداخلية
تتضمن علامات وأعراض التهاب أذنك الداخلية (التهاب العصب الدهليزي الحاد) الشعور المفاجئ بدوار مستمر وعنيف قد يستمر لعدة أيام، بالإضافة للغثيان والقيء ومشاكل في التوازن.
وقد تصل حِدة هذه الأعراض إلى أن تُضطر معها لملازمة الفراش.
وعند اقتران هذه الأعراض بفقدان السمع المفاجئ، فإن هذه الحالة تُسمى التهاب تيه الأذن. ولحسن الحظ، فإن التهاب العصب الدهليزي عادة ما تخف حدته ويزول من تلقاء نفسه؛ ولكن علاج الحالة بشكل مبكر وإجراء علاج تأهيلي للجهاز الدهليزي، يمكن أن يكون مفيدًا في تسريع الشِّفاء.

– مرض مينيير
ينطوي هذا المرض على تراكم السوائل في أذنك الداخلية بشكل زائد، وهو يتسم بالإصابة بنوبات مفاجئة من الدوار تدوم حتى عدة ساعات، يصاحبها فقدان السمع بشكل متذبذب، وطنين في الأذن، وشعور بامتلاء الأذن المصابة.

– الصداع النصفي الدهليزي
يعتبر الصداع النصفي أكبر من كونه مجرد صداع، ومثلما يعاني بعض الأشخاص من رؤية “هالة” بصرية تصاحب إصابتهم بالصداع النصفي، فإن الآخرين قد يصابون بنوبات من الدوار ويعانون من أنواع أخرى من الدوخة كنتيجة للصداع النصفي، حتى ولو لم يعانوا من صداع حاد.
هذه النوبات من الدوار يمكن أن تدوم لساعات أو أيام، وقد يصاحبها صداع إلى جانب حساسية للضوء والضوضاء.

– ورم العصب السمعي
ورم العصب السمعي (وَرَمٌ شفانِيّ الدهليزي) هو نمو غير سرطاني (حميد) على العصب الاتزاني، الذي يربط الأذن الداخلية بالمخ.
وتتضمن أعراض ورم العصب السمعي عمومًا، فقدان السمع بشكل متزايد، وطنيناً في الأذن من جهة واحدة، يصاحبه شعور بالدوخة أو عدم التوازن.

– أسباب أخرى
أحيانًا يمكن أن يكون الدوار عرضًا لمشكلة عصبية أكثر خطورة، مثل السكتة الدماغية أو نزيف في المخ أو تصلب الأنسجة المتعدد.
وفي مثل هذه الحالات، توجد عادة بعض الأعراض العصبية الأخرى، مثل ازدواج الرؤية، أو تداخل الكلام، أو ضعف أو تنميل الوجه، أو مشاكل في تناسق حركة الأطراف، أو مشاكل حادة في التوازن.

الشعور بالإعياء
قد تُصيبك الدوخة بالإعياء والدوار بدون فقدان الوعي، وفي بعض الأحيان يُصاحب الشعور بالإعياء إحساس بالغثيان، مع شحوب البشرة ورطوبتها.وتتضمن أسباب هذا النوع من الدوخة ما يلي:
– انخفاض ضغط الدم (نقص ضغط الدم الانتصابي)
قد يؤدي الانخفاض الحاد في ضغط دمك الانقباضي -الرقم الأكبر في قراءة ضغط الدم- إلى الإصابة بالدوار أو الشعور بالإعياء، ويمكن أن يحدث هذا الأمر بعد النهوض من الفراش أو الوقوف بسرعة.– عدم خروج الدم بشكل كافٍ من القلب
بعض الحالات، مثل أي من أمراض عضلة القلب المختلفة (اعتلال عضلة القلب)، أو عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب نبض القلب)، أو الانخفاض في حجم الدم، قد يتسبب في تدفق الدم من قلبك بشكل غير كافٍ.

** فقدان الاتزان (اختلال التوازن)
اختلال التوازن هو فقدان الاتزان أو الشعور بعدم الثبات أثناء المشي.

وقد تتضمن الأسباب ما يلي:
– مشاكل بالأذن الداخلية (الجهاز الدهليزي)
يمكن أن تتسبب اضطرابات الأذن الداخلية في شعورك بعدم الثبات أثناء المشي، وخاصة في الظلام.

– الاضطرابات الحِسيّة
قصور الرؤية وتلف أعصاب الساق (اعتلال الأعصاب المحيطية) هو أمر شائع بين كبار السن، وقد يؤدي لصعوبة الحفاظ على الاتزان.

– مشاكل المفاصل والعضلات
يمكن أن يُسهم ضعف العضلات وهشاشة العظام، وهو نوع من التهاب المفاصل يتضمن تآكل مفاصلك وتمزقها، في فقدان الاتزان عندما يُصيب المفاصل التي تحمل وزن الجسم.

– أمراض الجهاز العصبي
يمكن لعدد من الاضطرابات العصبية أن تؤدي لفقدان الاتزان بشكل متزايد، مثل مرض باركنسون والترنُّح المخيخي.

– الأدوية
يمكن لفقدان الاتزان أن يكون أحد الآثار الجانبية لأدوية معينة، مثل الأدوية المضادة للصرع، والمهدّئات والمُسكنات.

** أحاسيس أخرى بالدوار مثل الطفو، أو السباحة، أو ثقل الرأس
قد تتضمن الأحاسيس الأخرى بالدوار، والتي يصعب وصفها، الشعور “بالطفو” في الفضاء أو الإحساس بوجود دوران داخل رأسك، وقد يُشير طبيبك لهذه الحالة بوصفها دوخة غير محددة.

وتتضمن بعض الأسباب ما يلي:
– الأدوية
قد تتسبب أدوية خفض ضغط الدم في الإصابة بالإغماء إذا ما انخفض ضغط دمك كثيرًا، ويمكن للعديد من الأدوية الأخرى أن تتسبب في شعور غير محدد بالدوخة يزول عند توقفك عن تناول الدواء.

– اضطرابات الأذن الداخلية
يمكن أن تتسبب بعض اضطرابات الأذن الداخلية في دوخة مستمرة، من نوع غير الدوار.

– اضطرابات القلق
بعض اضطرابات القلق، مثل نوبات الهلع والخوف من مغادرة المنزل أو الوجود في أماكن شاسعة مفتوحة (رهاب الخلاء)، يمكن أن تتسبب في الشعور بالدوخة.
وفي بعض الأحيان قد يؤدي أحد الأسباب، مثل الاضطراب الدهليزي، لظهور الأعراض؛ ولكن بعدها يتسبب القلق في استمرار شعورك بالدوخة حتى بعد علاج مشكلة أذنك الداخلية.

– انخفاض مستويات الحديد (فقر الدم أو الأنيميا)
تتضمن العلامات والأعراض الأخرى التي قد تحدث مع الدوخة إذا كنت تعاني من فقر الدم الشعور بالتعب، والضعف، وشحوب البشرة.

– انخفاض سكر الدم (نقص سكر الدم)
تحدث هذه الحالة عمومًا لدى مرضى السكر ممن يستخدمون الأنسولين، كما قد يُصاحب الدوخة تعَرُّق وشعور بالارتباك.

– عدوى الأذن
في بعض الأحيان، يمكن أن تتسبب عدوى الأذن في الدوخة. وسيزول هذا النوع من الدوخة عند زوال العدوى.

 فرط السخونة والجفاف
إذا كنت تعمل في طقس حار، أو إذا لم تشرب ما فيه الكفاية من السوائل، فقد تشعر بالدوخة نتيجة فرط السخونة (ارتفاع درجة حرارة الجسم) أو نتيجة الجفاف، وهذا يحدث بصفة خاصة إذا كنت تتناول أدوية معينة للقلب.
وتساعد الراحة في مكان بارد وشرب المياه أو المشروبات الرياضية (جاتوريد، وباوريد، وغيرهم) عادة في تخفيف الشعور بالدوخة.– الدوار الذاتي المزمن
هذه متلازمة سريرية خاصة، تتسم بوجود دوخة مستمرة غير محددة ولا يوجد لها سبب طبي واضح.
ويرتبط الدوار الذاتي المزمن بحساسية الشخص المفرطة لحركته هو نفسه، ويسود هذا النوع من الدوخة في البيئات البصرية المعقدة (مثل متاجر البقالة)، والحركة البصرية (مثل الأفلام)، والأنماط البصرية، والأعمال البصرية الدقيقة.

* متى ينبغي زيارة الطبيب؟
قم بزيارة طبيبك إذا كنت تُعاني من أي دوخة متكررة أو حادة، غير مُفسرة.
والتمس المساعدة الطبية العاجلة أو توجّه إلى غرفة الطوارئ، إذا عانيت من أية دوخة أو دوار جديد حاد، إلى جانب أي من الأشياء التالية:
– إصابة خطيرة بالرأس.
– صداع جديد مختلف أو حاد.
– تيبُّس الرقبة الشديد.
– تشوش الرؤية.
– فقدان السمع المفاجئ.
– صعوبة في التحدث.
– ضعف في الساق أو الذراع.
– فقدان الوعي.
– السقوط أو صعوبة المشي.
– ألم الصدر أو تسارع معدل ضربات القلب البَطِيء.

إغلاق