صحة الفم تعتمد على ثلاثة أقسام أساسية يمكن تلخيصها بـ: صحة الأسنان، صحة اللثة، وسلامة العضة، بحسب الاختصاصي في تجميل وتقويم الأسنان الدكتور فادي يعقوب، مالك عيادة Medic8، وواحد من الطاقم الطبي في برنامج “ذي داكترز” بنسخته العربية، الذي تحدث عن الموضوع بإسهاب في الآتي:
صحة الأسنان
يقول الدكتور فادي يعقوب بداية: “صحة الأسنان تبدأ من تطبيق قاعدة مرتين اثنتين ولدقيقتين (2 times 2)، التي تقضي بتفريش الأسنان، وفقاً للجمعية العالمية لطب الأسنان، والتي يتبع توصياتها غالبية أطباء الأسنان، مرتين في اليوم، ولمدة دقيقتين في كل مرة.
وقد يكون من غير المفيد تعقيد الأمور في طريقة التفريش، بل يكفي استخدام الفرشاة الصحيحة، والالتزام بالقاعدة السابقة لحماية صحة الأسنان.
أما استعمال خيط التنظيف، فقد يستعمله البعض بأسلوب خاطئ، مما يعرّض اللثة للجروح، وعندما يحصل ذلك؛ تحتاج هذه الأخيرة إلى وقت طويل لتتعافى وتلتئم جروحها. من هنا تبدأ المشاكل، لذلك لا نطلب كأطباء من جميع الأشخاص استخدام الخيط، بل استعمال الـ”سوفتيك”؛ وهي عبارة عن فرشاة صغيرة ورفيعة لتنظيف ما بين الأسنان، والجمعية الأميركية توصي باستعمالها في الوقت الحاضر بدلاً من الخيط، أو استبدال الخيط بخيط مطاطي، لكنه ليس متوفراً في بعض الدول العربية، إنما موجود في أميركا.
ولعل أهم شيء عدم استعمال غسول الفم بإفراط؛ لأنَّ في معظمه يحتوي إما على الكحول أو على كلورهيكسيدين، وهما عنصران غير صحيين عند الاستعمال لفترات طويلة؛ لأنهما يقتلان البكتيريا الجيدة في الفم.
علماً بأنّ غسول الفم المحتوي على كلورهيكسيدين لا يجب استعماله لأكثر من عشرة أيام فقط.
هذا من دون إغفال زيارة طبيب الأسنان مرتين في العام، والتي توفر على الأشخاص الوقوع في مشاكل عديدة في المستقبل؛ لأنَّ كل تشخيص مبكر لأي مشكلة، سواء لناحية التسوس أو اللثة، يوفر على الشخص علاجات معقدة، وتتطلب الوقت، وتحتاج إلى تكلفة مادية كبيرة فيما بعد”.
صحة اللثة
وحول صحة اللثة، يتابع الدكتور فادي يعقوب قائلاً: “تحتاج اللثة إلى اهتمام خاص، علماً بأنّ 90 بالمائة من مشاكل اللثة تعود إلى عامل الوراثة، وسواء نزف اللثة، أو هبوطها أو ضعف فيها… القسم الأكبر من جميع هذه المشاكل؛ يكون عائداً إلى عامل الوراثة.
والمهم دائماً تنظيف اللثة بطريقة صحية. كيف؟ طريقة تفريش الأسنان يجب أن تبدأ من الأحمر إلى الأبيض؛ أي من اللثة باتجاه الأسنان، بغض النظر إذا كان تحريك الفرشاة عمودياً أو أفقياً أو دائرياً، حيث لا يجب تعقيد الأمور، مع تفريش اللسان وداخل الخدود.
مشاكل اللثة إذا لم تكن ناتجة عن عامل الوراثة، فقد تكون ناتجة عن مشكلة في الأسنان، من هنا يمكن التحدث عن خطأ في تلبيسات الأسنان، مثل هوليوود سمايل، التي تكون مشغولة بأسلوب غير مهني، فتتسبب بمشاكل في اللثة، فنطلب من الشخص أولاً التخلص من أي عوامل تؤثر على اللثة لديه، سواء كان تلبيسة واحدة أو أكثر؛ يجب أن تُزال جميعها وتُنظّف اللثة، وبالتالي يُصار إلى وضع تلبيسات جديدة بالأسلوب الصحيح.
وهناك أمر ضروري أيضاً، وهو تدليك اللثة؛ لأنها مثلها مثل أي عضو في جسم الإنسان بحاجة إلى صيانة ووقاية. واللثة تحتاج دائماً إلى بقاء الدم جارياً فيها، والدم قادر أن يجري فيها عندما يتمّ تنشيطها. لذلك نطلب تدليك اللثة بالإصبع النظيف من 2- 3 مرات في اليوم، بواسطة كربونات الصوديوم أو معجون الأسنان بكمية صغيرة جداً، ولمدة 3 دقائق للثة الفك الأعلى ولثة الفك الأسفل. وهذه الطريقة كفيلة بتنشيط اللثة، وجعل الأنسجة بداخلها تعمل بطريقة صحية من جديد”.
سلامة العضة
وحول سلامة العضة، يقول الدكتور فادي يعقوب: “كثيرون يتفاجأون بأنَّ مشاكلهم ناتجة عن عدم سلامة العضة، بحيث تكون غير متوازية أو يكونون من الأشخاص الذين يصرّون على أسنانهم ليلاً أثناء النوم، مما يؤثر على صحة الأسنان واللثة والتوازن في الرأس؛ لأنَّ صرير الأسنان يؤدي إلى آلام في الرأس، وإلى نوبات الصداع النصفي، وآلام في الرقبة، وألم في مفاصل الحنك، وجميع العضلات التي تتحكم بالرقبة والرأس. وهنا يدخل الشخص في دوامة، بحيث لا يعد يدرك ما الذي يعاني منه بالضبط، فيما يكون السبب عدم سلامة العضة.
التأكد من سلامة العضة يجب غالباً أن يبدأ منذ الطفولة، ودائماً اسأل متى يجب أن نعمد إلى تقويم الأسنان لدى الأولاد؟ نجيب بأنه لا توجد سن محددة، إنما حسب ما تقتضي الحاجة إليها.
والعضة غير المتوازية هي أول عامل نبحث عنه قبل اللجوء إلى تقويم الأسنان، فنباشر بالعمل عليها لكي يكبر الولد، ويكون لديه نمو متوازن في الفكين، كونها تؤثر على نمو الفكين، وتؤدي إلى اعوجاج فيهما قبل أن يبدأ الاعوجاج في الأسنان.
أما فيما يخص سلامة عضة الأسنان لدى البالغين، فإنها أصعب بكثير، لكن يمكن العمل عليها، شرط أن يلتزم الشخص بتعليمات الطبيب المعالج. علماً بأنّ تعديل العضة لديه لتصبح صحية، يجنّبه الأعراض الجانبية كافة التي تنتج عنها.
والاعتناء بعضة الأسنان لدى البالغين، يبدأ بالتشخيص السريري، وعلى أساسه نقرر إذا ما كان الشخص يحتاج إلى علاج العضة أم لا. وفي معظم الأحوال، يكون تقويم الأسنان هو الحل، خصوصاً أنَّ هذا التقويم بات أكثر سهولة وتطوراً عما مضى، ولم يعد مزعجاً خصوصاً مع جهاز التقويم المتحرك والشفاف الذي يستبدله الشخص كل أسبوعين بآخر مختلف، وهذا يكفي لتعديل العضة.
لا شك أن الشخص يجب أن يطبّق في الليل جهازاً واقياً للعضة؛ لتخفيف الضغط على الأسنان الذي يؤثر على مفصل الفك، وبدوره يؤثر على الأنسجة المحيطة، وعلى أعضاء أخرى مثل الأذنين والرقبة”.