مرض الروماتويد، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، هو مرض التهابي مزمن من أمراض المناعة الذاتية، يؤثر على عدة مفاصل في الجسم ويعمل على تدمير مجموعة واسعة من أجهزة الجسم، بما في ذلك: الجلد، العينان، الرئتان، القلب، والأوعية الدموية؛ من خلال مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم عن طريق الخطأ.
يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي على بطانة المفاصل، مُسبباً تورماً مؤلماً، ويُمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تآكل العظام وتشوُّه المفاصل.
وفيما حسَّنت أنواع جديدة من الأدوية كثيراً من خيارات العلاج، إنما لا يزال يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي الحادّ الإعاقة الجسدية.
تعرّفي في الآتي على مرض الروماتويد، أسبابه وعلاجه، بحسب “مايو كلينك”:
أسباب مرض الروماتويد
تحدث الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عندما يُهاجم الجهاز المناعي الغشاء الزليلي، وهو بطانة الأغشية المحيطة بالمفاصل. ويؤدي الالتهاب الناتج إلى زيادة سماكة الغشاء الزليلي، الذي يمكن أن يدمر الغضروف والعظام داخل المفصل.
تَضعف وتَتمدد الأوتار والأربطة التي تَحمل المفصل معاً. وتدريجيًّا، يَفقد المفصل شكله ومحاذاته.
لا يَعرف الأطباء سبب بدء هذه العملية، رغم أنّ المكوّن الجيني يبدو هو الأرجح. على الرغم من أن الجينات لا تسبب التهاب المفاصل الروماتويدي في الواقع، فإنها يُمكن أن تجعلك أكثر عرضة للعوامل البيئية، مثل الإصابة ببعض الفيروسات والبكتيريا، التي قد تُسبب الإصابة بالمرض.
عوامل خطر قد تساهم في الإصابة بمرض الروماتويد
تتضمَّن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:
– الجنس: النساء أكثر عرضةً من الرجال للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
– السن: يحدُث الالتهاب المفصلي الروماتويدي في أي عمر، لكنه شائع بداية من منتصف العمر.
– التاريخ العائلي: يرتفع خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي إذا كان أحد أفراد عائلتكِ مصاباً به.
– التدخين: يزيد تدخين السجائر من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، خصوصاً في حال وجود استعداد وراثي. ويبدو أيضاً أن للتدخين علاقة بزيادة شدة المرض.
– التعرض للتلوث البيئي: قد يَزيد التعرُّض لبعض المواد، مثل الأسبستوس والسيليكا من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
– السمنة وزيادة الوزن: خصوصاً لدى النساء في سن الـ55 عاماً وما فوق، قد تعرضك أكثر لخطر الإصابة بالالتهاب المفصلي الروماتويدي.
علاج مرض الروماتويد
ستعتمد أنواع الأدوية التي يوصي بها الطبيب على شدّة الأعراض ومدة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وإذا لم ينجح الأمر يتم التوجه إلى الجراحة:
– مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. يمكن أن تخفف مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) الألم وتقلل من الالتهاب. ومن ضمن هذه الفئة من الأدوية التي يمكن الحصول عليها دون وصفه طبية: إيبوبروفين (أدفيل، وموترين آي بي)، والصوديوم نابروكسين (أليف).
– الستيرويدات: تقلل أدوية الكورتيكوستيرويد، مثل البريدنيزون، من الالتهاب والألم وتبطئ تلف المفاصل. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية ترقق العظام وزيادة الوزن وداء السكري.
– العقاقير المضادّة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض (DMARDs): يمكن لهذه الأدوية إبطاء تقدم التهاب المفاصل الروماتويدي، والحفاظ على المفاصل والأنسجة الأخرى من التلف الدائم.
– العوامل البيولوجية: هذه الفئة الجديدة من العقاقير المضادّة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض (DMARDs)، تشمل أباتاسيبت (أورينسيا Orencia)، وأداليموماب (هوميرا Humira)، وأناكينرا (كينريت Kineret)، وغيرها.
– الجراحة: إذا فَشِلت الأدوية في منع أو إبطاء تلف المفصل، فقد يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحة لإصلاح المفاصل المتضرِّرة. فقد تساعد الجراحة على استعادة قدرة المريض على استخدام المفصل، كما يمكن أيضاً أن تخفف من الألم.
كيف تعيشين مع التهاب المفاصل الروماتويدي؟
لابد من مناقشة الطبيب حول مدى قدرة الجسم على مزاولة الرياضة والنشاط البدني، كما أن هناك بعض النصائح التي تساعد المريض على الشعور بالتحسن، منها:
– استخدام العلاجات الحرارية، مثل: الوسادات الحرارية، أو الحمامات الدافئة؛ فهي تعمل على تهدئة المفاصل الصلبة، والعضلات المتعبة.
– الاستعانة بالعلاجات الموضعية، ويتم تطبيق هذه العلاجات مباشرة على الجلد عبر العضلات، أو المفصل المؤلم. كما قد تساعد الكريمات، أو البخاخات على تخفيف الألم.
– الدعم والتشجيع من الأقارب والأصدقاء.