أمراضسلايد 1منتجعات علاجية
النفاخ
إن النفاخ او نُفاخ الرئتين (Emphysema of lungs) هو اعتلال يتّسم بفرط انتفاخ التجويفات الهوائية في الرئتين والتي تعرف بالـ “أسْناخ” (Alveoli)؛ والأسناخ هي الأماكن التي يتم فيها تبادل الأكسجين بثاني أكسيد الكربون من الدم. توجد للأسناخ جدران دقيقة للغاية وتتضرر بسهولة؛ عند تضرر الأسناخ فهذا الضرر غير قابل للإصلاح، وبالتالي يؤدي إلى ثقب أنسجة الرئة.
ينشأ فرط الانتفاخ في الرئتين من تلف جدران الأسناخ، ويؤدي إلى هبوط في نشاط الرئتين، وبالتالي إلى ضيق في التنفس. يُفقِدُ فرط الانتفاخ الرئتين مرونتهما ويحد من مقدرتهما على الانبساط والانقباض بشكل كامل. لا تتفرغ الأسناخ من الهواء في هذه الحالة بشكل تام، مما يحد من حيّز الهواء النقي الذي بمقدور الأسناخ استيعابه، وبالتالي يحد من التهوئة السليمة للرئتين. يُحدث فرط الانتفاخ خلل في ميكانيكية عملية التنفس. يستطيع المصاب بهذه الحالة أن يتنفس، إلا أنه يتنفس بصعوبة وبشكل غير ناجع.
يوجد اختلاف واسع بدرجة جدية (صعوبة) الإصابة. فبعض المصابين لا يعانون من أي نوع من القصور ولا تؤثر الحالة على قدرتهم الصحية، باستثناء الشعور بانعدام بسيط للراحة, بالمقابل لدى بعض المرضى الذين يعانون من الإصابة بالحالات الصعبة، قد تصل إلى حد العجز عن التنفس وقصور (فشل) تنفسي (respiratory failure/ respiratory insufficiency).
ينتمي النّفاخ لمجموعة من الأمراض الرِّئَوِيُّة المُسِدُّة المُزْمِنة (COPD). توجد بعض المسببات البيئية التي تلعب دورًا في زيادة الخطورة للإصابة بهذه الأمراض, إلا أن التدخين يعد أهم هذه العوامل، وتفوق خطورته جميع المسببات بشكل كبير. يعد هذا السبب الأول في تشجيع المدخنين للتوقف عن التدخين. إن من الضروري تقديم الشرح والتوعية للشبيبة خاصةً عن مضارّ التدخين، ونصحهم بالتغييرات السلوكية لتجنب الإصابة بهذه الأمراض.
انتشرت الأمراض الرِّئَوِيُّة المُسِدُّة المُزْمِنة (خاصةً النُّفاخ والتهاب القُصَيْبات المزمنة – chronic bronchitis) بشكل كبير في النصف الثاني من القرن الماضي, وتشكّل عامل خطورة للأمْراض والوفاة بنسب كبيرة. يعود السبب إلى أن التدخين يعد عاملاً رئيسيًّا في ظهور أمراض الرئة المزمنة وفي تفاقمها, لذا بالإمكان منع حدوث هذا المرض.
يُسبِّب دخان التبغ وملوثات الهواء المختلفة، إطلاق مواد كيميائية في الأسناخ، ما يعمل على إحداث الضرر لجدرانها. يعود السبب للنّفاخ في قلة من الحالات (3% – 5%) إلى وجود نقص وراثي لنوع من الزَّلاليات الحافظة والتي تعمل على إبطاء البروتياز (protease) (يعمل على تفكيك الزَّلال) والذي يدعى ألفا -1 أنتي أسبرين (Alpha 1 – Antitrypsin – AAT)، يجب التأكيد أنه لدى الأشخاص المعافين يعمل AAT على الحفاظ على الرئتين، مما يعرف بإيلاستاز النايتروفيل (leukocyte elastase)، والذي يساعد في محاربة البكتيريا وتنظيف أنسجة الرئتين الميتة. إن انعدام توازن عمليات الإليستاز بواسطة ال AAT قد يسبب في نهاية المطاف الضرر لأنسجة الرئة.
تشمل المضاعفات أو الأعراض الجانبية للتلوثات المتكررة في قنوات التنفس, فرط ارتفاع ضغط الدم في الرئتين, فشلاً تنفسيًّا حادًّا ومزمنًا (chronic respiratory failure), فشلاً قلبيًّا – رئويًّا مزمنًا (تضخم الجزء الأيمن للقلب مع ظهور علامات الضغط ونقص في التروية), تكاثر كريات الدم الحمراء (polycythemia), وزيادة لزوجة الدم (blood viscosity), فقاعات كبيرة جدًّا, قد تملأ ثلث وحتى نصف حجم الصدر, حدوث اسْتِرواح للصدر (Pneumothorax) نتيجة لتمزق في الفقاعات, وقد يسبب الوفاة.
أعراض النفاخ
إن من أعراض النفاخ ، ضيقًا في التنفس في وضع الراحة، أو عند القيام بجهد بدني، يتطور ضيق التنفس بشكل بطيء. يدور الحديث عادة هنا عن المرضى الذين يدخنون ما يزيد عن علبة سجائر واحدة في اليوم، لفترة زمنية تمتد لأكثر من 25 عامًا. يتوجب التوجه للطبيب المختص قبل تفاقم هذه العلامات المرضية. قد تشتمل علامات التنبيه لنشوء النفاخ الرئوي على: السعال، الإحساس بنقص الهواء، طرح الكثير من البلغم وحدوث الرشح في فترات متقاربة في فصل الشتاء.
وقد تشتمل العلامات المتقدمة لظهور المرض على ضيق النفس، السعال المزمن، الزُّراق (Cyanosis) نتيجة لنقص الأكسجين، ضيق النفس والتصفير عند القيام بجهد بسيط. قد تظهر علامات أعراض إضافية كالدُّوار، القلق عند الذهاب للنوم، الإحساس بالإجهاد، العَنانة (impotence)، التعب، اضطراب في التركيز، فرط الاستغراق في النوم أثناء النهار، الصعوبة في الخلود للنوم أو صعوبة في الاستغراق في النوم وفقدان الوزن بشكل غير مرغوب.
مضاعفات النفاخ
تشتمل المضاعفات أو الأعراض الجانبية للتلوثات المتكررة في قنوات التنفس على، فرط ارتفاع ضغط الدم في الرئتين، فشل تنفسي حاد أو مزمن، فشل قلبي – رئوي مزمن (تضخم الجزء الأيمن للقلب مع ظهور علامات الضغط ونقص في التروية)، تكاثر كريات الدم الحمراء (polycythaemia)، وزيادة لزوجة الدم (blood viscosity)، فقاعات كبيرة جدًّا، قد تملأ ثلث وحتى نصف حجم الصدر، اسْتِرواح الصدر (Pneumothorax) نتيجة لتمزق في الفقاعات، وقد يسبب الموت.
تشخيص النفاخ
يرتكز التشخيص على نشوء المرض, على نتائج المعاينة الجسدية (الشهيق بشفتين متقوستين مع الاستعانة بعضلة مساعدة للتنفس, ضمور في الأنسجة العضلية، خاصة في محيط حزام الأكتاف, صدر برميلي (Barrel chest), سماع أصوات بعيدة للقلب والرئتين بالإضافة إلى الصفير), يمكن عند القيام بفحص لنشاط الرئتين، ملاحظة اضطراب ثابت بسبب الانسداد مع علامات النّفاخ المفرط. يتم أيضًا الاستعانة بفحص الغازات في الدم الشرياني ( Arterial Blood Gas- ABG) وكذلك الاستعانة بتصوير الصدر (عندها قد تظهر علامات شُعاعية مع فرط الانتفاخ ونخر لنسيج الرئة).
علاج النفاخ
إن علاج النفاخ جراء الضرر الذي يلحق بالرئتين، عادة ما يكون غير قابل للإصلاح، كما لا يتوفر العلاج للأمراض الرِّئَوِيُّة المُسِدُّة المُزْمِنة. يعد إيقاف التدخين أكثر الأساليب نجاعةً في تجنب الإصابة بهذا المرض، ليتم تدارك التلف في الرئة.
بينما يكون العلاج موجهًا لتخفيف الأعراض المرضية وإبطاء تقدم المرض، ومنع حدوث تفاقم للحالة المرضية. يهدف العلاج أيضًا إلى خفض الحاجة للتوجه لتلقي العلاج في المستشفى بشكل متكرر ولتحسين جودة حياة المصابين بالمرض.
تتوفر العقاقير التي تعمل على توسيع القصيبات الهوائية، المضادات الحيوية والإستيرويدات عند تفاقم المرض، التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا، التطعيم ضد التهابات الرئة (التي تنشأ بواسطة عدد من فصائل البكتيريا من نوع العِقْدِيّة الرِّئوية (Streptococcus pneumonia). لا يتوفر تطعيم مضاد لكافة العوامل المسببة لالتهاب الرئتين)، إضافة لتزويد الأكسجين عند الحاجة، والقيام بالعلاج الطبيعي لإخراج البلغم (عندما تكون الإصابة بالنُّفاخ الرئوي مع التهاب القصبات – التهاب الشعب الهوائية – Bronchitis)، استخدام الأدوية المُقْشِعَة (طاردات البلغم) (Expectorants)، تأهيل علاجي تنفُّسي، التمارين اليومية لتقوية العضلات التي تنشط عند التنفّس، ولتحسين الوضع الصحي العام بجانب تحسين قدرة التحمل عند القيام بمجهود، اِتباع حمية غذائية سليمة، والدعم التنفسي (تنفس عن طريق الأنف بضغط إيجابي – Continuous positive airway pressure – CPAP) إجراء الجراحة للتقليل من انتفاخ الرئة (إجراء عملية لاستئصال أكثر الأجزاء تضررًا في الرئة) لتمكين الجزء المتبقي من الرئة وعضلات التنفس من العمل بصورة أفضل (هنالك محاولة محدودة في القيام بمثل هذا الإجراء)؛ بالإضافة إلى أنه بالإمكان إجراء عملية لزراعة رئة، العلاج البديل بواسطة AAT في حال كان المرض على خلفية وراثية؛ ويكون العلاج عند حدوث مضاعفات جراء المرض متلائمًا مع نوع هذه المضاعفات.