يشمل الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system): لب الكظر (Adrenal medulla) والعقد (Ganglions)، ويتألف من نوعين من الخلايا: خلايا أليفة الكروم (chromaffin cells) في الغدة الكظرية والخلايا العصبية. هذه الخلايا مسؤولة عن إنتاج الكاتيكولامينات : الأبينفرين (epinephrine) (الأدرينالين – adrenaline)، الذي تنتج الغدة الكظرية الجزء الأكبر منه، والنورأبينفرين (Norepinephrine) (نورأدرينالين – Noradrenaline)، الذي يتكوّن بالأساس في أطراف الأعصاب الودية للجهاز العصبي المركزي.
المسار التخليقي لإنتاج الكاتيكولامينات يمر عبر الحامض الأميني تيروزين (Tyrosine) والمادة الوسيطة DOPA، التي يتم تحويلها إلى دوبامين. هذه المادة هي عبارة عن ناقل عصبي (Neurotransmitter) وهي المادة الأساسية التي تنتجها خلايا عصبية معينة في الجهاز العصبي المركزي، وهي تتحول إلى نورأبينفرين، بينما المحطة الأخيرة في هذا المسار هي إنتاج الأبينفرين.
كلا النوعين الأساسيين المذكورين من الكاتيكولامينات يتم تخزينهما في الحبيبات أليفة الكروم في الغدة الكظرية إلى أن يتم إفرازهما إلى مجرى الدم. طريقة التخزين على شكل حبيبات تحميهما من التحلل، وذلك نظرا لكونهما متصلين بجزيء الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP)، لكن عند إطلاقها إلى الدم يتحللان بسرعة بواسطة جهازيّ إنزيمات : جهاز الـ COMT وجهاز الـ- MAO، أو عائلة إنزيمات أكسيداز أحادي الأمين. يتم التخلص من معظم الكاتيكولامينات عن طريق الكبد، والمادة الناتجة عن التحلل النهائي تدعى VMA (حمض فانيليل مندليك)، والتي يتخلص الجسم منها عن طريق إفرازها في البول. يتم إطلاق الكاتيكولامينات إلى الدم في حالات انخفاض ضغط الدم، نقص التأكسج (Hypoxia) في الأنسجة، التعرض للبرد، الجهد العضلي المفرط، الألم أو في حالات الاضطراب العاطفي.
تؤثر الكاتيكولامينات على جهاز القلب والدورة الدموية : يؤثر النورأبينفرين على ضغط الدم وعلى نَظم القلب (معدل ضربات القلب) في الحالات القصوى من استنشاط (Reactivation) الجهاز العصبي الودي. يتم إطلاق الكاتيكولامينات بطريقة انتقائية من الغدة الكظرية في حالات الإغماء (فقدان الوعي العابر – Syncope) وفي الحالات الحادة من نقص السكر في الدم إثر تناول جرعة زائدة من الإنسولين. وفي المقابل، يتم إطلاق النورأبينفرين بطريقة انتقائية من خلايا الأعصاب الودية في حالات الجهد الجسماني الدينامي والمكثف. ويتراوح مستوى النورابينفرين الطبيعي في بلازما الدم بين 200 – 1000 بيكوغرام للميلليتر، وباستطاعته التأثير على ضغط الدم ومعدل نبضات القلب فقط عندما يصل مستواه إلى 1000 حتى 2000 بيكوغرام للميلليتر. عند تسريب النورأبينفرين عن طريق الوريد إلى الدم فإنه يؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، الانقباضي (Systolic) والانبساطي (Diastolic) على السواء، من خلال تضييق الأوعية الدموية الذي يسببه، والمصحوب بانخفاض في معدل نبضات القلب الناجم عن تفاعله مع المستقبلات الأدرينية الألفاوية والبيتاوية (Alpha adrenergic and Beta adrenergic receptors). وفي المقابل، يتراوح مستوى الأبينفرين الطبيعي ما بين 50 حتى 500 بيكوغرام للميلليتر. عند تسريب الأبينفرين عن طريق الوريد إلى الدم فإنه يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم الانقباضي وارتفاعاً في معدل نبضات القلب والنتاج القلبي (Cardiac output)، ومع ذلك نلاحظ انخفاضاً في ضغط الدم الانبساطي.
الحالة السريرية التي يتكون فيها ورم في الخلايا الأليفة الكروم في الغدة الكظرية هي حالة مرضية تعرف باسم ورم القواتم (Pheochromocytoma)، يؤدي إلى ارتفاع كبير في مستويات الكاتيكولامينات في الدم وبالتالي إلى ارتفاع في ضغط الدم، وأحياناً إلى مستويات مرتفعة جداً. في حوالي 10% من الحالات التي يتم فيها تشخيص هذا الورم، يكون الورم موجودا أيضا في الخلايا الأليفة الكروم في مناطق أخرى خارج الغدة الكظرية.
يكون هذا الورم حميداً، بشكل عام، إذا كان مقتصراً على الغدة الكظرية (95% من مجمل الحالات)، لكن في حوالي الثلث من هذه الحالات يكون الورم خارج الغدة الكظرية أيضا، وعندها يكون الورم خبيثاً.
تاج كميات كبيرة من الكاتيكولامينات (أبينفرين، نورأبينفرين، دوبامين ودوبا) مما يسبب، بالتالي، ارتفاعاً حاداً في ضغط الدم، قد يستمر بشكل دائم لدى بعض المرضى، بينما يمكن أن يظهر ويختفي لدى البعض الآخر.
بالمقابل، قد يعاني مرضى مختلفون من تسرّع القلب (ازدياد معدل نبضات القلب – Tachycardia)، احمرار الوجه، الذبحة الصدرية وآلام في البطن، يصاحبها، أحيانا، الغثيان والقئ، اضطرابات الرؤية، الشعور العصبي بالتنمّل أو التقريص (النخز) في الأطراف، وأحياناً شعور بالهلع والقلق. وإضافة إلى المستويات المرتفعة من الكاتيكولامينات، الميتانفرين والـ VMA في البول، قد تظهر عند حدوث النوبة، أيضا، مستويات مرتفعة من السكر في الدم وفي البول، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الهيماتوكريت وازدياد عدد كريات الدم البيضاء، وخاصة العدلات (Neutrophils). ومن النادر أن يؤدي استئصال الغدتين الكظريتين إلى حالة عوز / نقص بالكاتيكولامينات.
لدى مرضى السكري الذين تتم معالجتهم بالانسولين، يحفز نقص السكر في الدم (Hypoglycemia) الناجم عن تناول الأدوية، عمل الأبينفيرين، في موازاة الغلوكاغون (Glucagon)، والذي يبطئ في الكبد عملية تحليل عديد السكاريد الغليكوجين (glycogen)، مما يتيح إطلاق جزيئات سكر الجلوكوز إلى الدم.
الورم الأرومي العصبي (Neuroblastoma) هو ورم خبيث نادر في الجهاز العصبي الودي يصيب الأطفال، بشكل أساسي. عند الإصابة بهذا المرض، تكون مستويات الكاتيكولامينات في بلازما الدم مرتفعة بما يعادل ارتفاعها في ورم القواتم، وفي أحيان أخرى قد تكون أكثر ارتفاعاً.