الجلديةسلايد 1صحة الأطفال
جدري الماء
يعتبر جدري الماء (أو: الحماق – Varicella / Chickenpox) مرضاً شائعاَ يؤدي إلى ظهور طفح جلدي, يسبب الحكة, وإلى ظهور بقع وحويصلات حمراء (جدري) في جميع أنحاء الجسم. وينتشر جدري الماء، بشكل أساسي، لدى الأطفال, لكن معظم الناس يصابون بمرض جدري الماء في مرحلة ما من حياتهم, في حال لم يتلقوا اللقاح (Vaccine) ضد جدري الماء.
عندما يصيب جدري الماء أطفالاً أصحاء فإن جدري الماء في غالبية الحالات لا يسبّب مرضاً خطيراً. لكنه يمكن أن يشكّل مشكلة للنساء الحوامل, الأطفال الرضع, المراهقين, والبالغين وللأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز المناعي (Immune system) حيث تصعب على أجسامهم مهمة محاربة العدوى.
في معظم الحالات، الأشخاص الذين أصيبوا بمرض جدري الماء مرة واحدة, لا يصابون به مرة أخرى. لكن الفيروس يبقى في أجسامهم لفترة طويلة بعد أن يتماثلوا للشفاء. إذا أصبح الفيروس فعاّلاً مرة أخرى, فقد يسبب تلوثا فيروسيا مؤلما, يدعى الهربس النطاقي (Herpes Zoster).
أعراض جدري الماء
أعراض جدري الماء الأولى تتمثل عادة, في: الحمى, الصداع، أوجاع في الحلق، شعور بالضعف, التعب وفقدان الشهية. يتميّز الطفح الجلدي المصاحب لمرض جدري الماء بظهوره بعد يوم واحد أو يومين من ظهور أعراض جدري الماء الأولى.
عند قسم من الأطفال يظهر الطفح بدون حمى أو أية أعراض مبكرة أخرى.
عادة ما تظهر أعراض جدري الماء لمدة 14 حتى 16 يوماً, بعد ملامسة شخص يحمل الفيروس. تسمى هذه الفترة “دَوْر الحضانة” (Incubation period).
بعد ظهور بقعة حمراء تميز مرض جدري الماء, فإنها تجتاز جميع المراحل خلال يوم أو يومين، في الغالب، بما في ذلك : الحويصلة (نَفْطة – Blister), تفتّق الحويصلة، تكوّن جُلبَة (Scab) والاكتساء بقشرة خارجية. خلال فترة تمتد من 5 حتى 7 أيام, تظهر كل يوم بقع حمراء جديدة، بشكل يومي.
هنالك أمراض أخرى لها أعراض تشبه أعراض جدري الماء. لذلك، هنالك أشخاص يظنون، خطأ، بأنهم أصيبوا بجدري الماء مرتين, بينما الحقيقة أنهم أصيبوا بعدوى مختلفة في كل مرة.
أسباب وعوامل خطر جدري الماء
الفيروس المسبب لمرض جدري الماء (الحماق ) هو “فيروس الحماق النطاقي” وهو ينتشر بسهولة فائقة. من الممكن الإصابة بمرض جدري الماء عن طريق العطس, أو السعال من قبل شخص مصاب بالعدوى, أو عن طريق مشاركة الطعام مع شخص مصاب بالعدوى. كذلك، من الممكن الإصابة بمرض جدري الماء عند لمس السائل الموجود في الحويصلة نفسها.
يستطيع الشخص المصاب بمرض جدري الماء نشر الفيروس حتى قبل أن تظهر لديه أية أعراض للإصابة بمرض جدري الماء. ينتشر جدري الماء بسهولة أكبر قبل يومين – ثلاثة أيام من ظهور الطفح الجلدي وحتى يتم كسو كل الحويصلات بالقشرة.
الأشخاص الذين لم يصابوا بمرض جدري الماء من قبل، أو الذين لم يتلقوا اللقاح، معرضون للإصابة بمرض جدري الماء. والأشخاص الذين يعيشون مع شخص مصاب بمرض جدري الماء هم أكثر عرضة للإصابة بمرض جدري الماء، نتيجة الاتصال القريب.
تشخيص جدري الماء
في البدايةً، يقوم طبيب الأطفال بتوجيه عدد من الأسئلة التي تتعلق بالأعراض ويقوم بإجراء فحص جسماني. هذه الإجراءات توفر للطبيب، عادة، معلومات كافية لكي يقرر ما إذا كان المريض مصابًا بمرض جدري الماء أم لا.
الأطفال الأصحاء الذين تظهر لديهم أعراض جدري الماء قد لا يحتاجون إلى زيارة الطبيب. من الممكن أن يصفوا الأعراض للطبيب عبر الهاتف. بهذه الطريقة، لا يحتاج الطفل إلى الخروج من المنزل وتعريض المحيطين به لخطر الإصابة. ومع ذلك، من المهم استشارة الطبيب, لأنه يحتمل أن يحتاج الطبيب إلى معاينة الطفل المصاب.
يجب على الشباب, البالغين, النساء الحوامل والأشخاص المرضى مراجعة الطبيب في حالة الإصابة بمرض جدري الماء.
هذا الأمر هام جدا للنساء الحوامل, بشكل خاص، لأن جدري الماء في مراحل مبكرة من الحمل يمكن أن يسبب تشوهات خلقية. في البداية يجب الاتصال بالعيادة لتحديد موعد مع الطبيب والسؤال عمّا اذا كانت هناك خطوات يجب القيام بها, لمنع انتشار الفيروس عند القدوم الى العيادة. على سبيل المثال, يمكن لطاقم العيادة أن ينقل المريض إلى غرفة الفحص، مباشرة, وتجنب مكوثه في غرفة الانتظار.
علاج جدري الماء
لا يحتاج الأطفال الأصحاء والبالغون المصابون بالحماق، غالبا، سوى إلى علاج منزلي فقط (لا داعي لدخول المستشفى). العلاج في المنزل يشمل الراحة وتناول أدوية لخفض الحمى والتخفيف من الحكة. كما قد يساعد تغطيس المريض في حوض من دقيق الشوفان على تخفيف الحكة، أيضاً.
الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة, أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية إضافية، قد يحتاجون إلى علاجات إضافية مختلفة.
يستطيع الطبيب وصف الأدوية بعد وقت قصير من التعرض للفيروس, من أجل تقصير فترة الشفاء.
الوقاية من جدري الماء
بالإمكان الوقاية من الإصابة بمرض جدري الماء بواسطة تلقي اللقاح. ينصح الأطباء بإعطاء جرعتين من اللقاح للأطفال الأصحاء في سن سنة واحدة وللأطفال الأكبر سناً, الذين لم يصابوا بمرض جدري الماء بعد. كذلك من المحبذ أن يتلقى الأطفال الأكبر سنا والبالغون الذين لم يصابوا بمرض جدري الماء ولم يتلقوا اللقاح, جرعتين من اللقاح.
غالبا، لا تظهر عند معظم الأطفال أية أعراض أو آثار جانبية للقاح. يجب مراجعة الطبيب قبل إعطاء اللقاح لطفل مصاب بمرض خطير أو مزمن. فهذا اللقاح قد يولّد لدى هؤلاء الأولاد أعراضا جانبية خطيرة.
الشخص الذي لم يصب بمرض جدري الماء من قبل ولم يتلق اللقاح وقضى فترة من الزمن بصحبة شخص مصاب بالفيروس, يمكنه أيضا منع الإصابة بمرض جدري الماء بواسطة تلقي حقنة من اللقاح، أو من مضادات جدري الماء، بصورة فورية.
في حالات نادرة، قد يصاب أشخاص بمرض جدري الماء على الرغم من تلقيهم اللقاح. كذلك هو الأمر بالنسبة لمَن أصيب بمرض جدري الماء من قبل, إذ قد يصاب بمرض جدري الماء مجدداً. في مثل هذه الحالات تكون الإصابة الثانية بمرض جدري الماء أقل حدة وأخف وطأة, إذ تظهر بقع قليلة فقط وتكون الأعراض الأخرى أقل حدة. هذه الحالات تدعى “العدوى المنتشرة”.
يجب عدم تعريض الأولاد إلى مرض جدري الماء بصورة متعمدة. هنالك أهال يعرّضون أولادهم لمرض جدري الماء بشكل مقصود ومتعمد, ظنا منهم بأن الإصابة بمرض جدري الماء في سن مبكرة هي أكثر أماناً. لكن هذا الاعتقاد خاطئ وينطوي على فكرة غير جيدة, لأن الأولاد الصغار أيضا معرضون للإصابة بمشاكل صحية خطيرة نتيجة لمرض جدري الماء.