الطب النفسيالوقايةسلايد 1منتجعات علاجية

متلازمة التعب المزمن

متلازمة التعب المزمن (Chronic Fatigue Syndrome – CFS) تسبب إحساسا بالتعب بشكل مستمر، لدرجة تمنع من القيام بالمهمات اليومية العادية. هنالك أعراض إضافية أخرى، لكن الإعياء الحاد المستمر لستة أشهر على الأقل هو العَرَض الأساسي لمتلازمة التعب المزمن.

يتحسن الوضع خلال سنة أو اثنتين لدى كثير من الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب المزمن، اذ لا تعاود الظهور مجدّدًا، بينما يعاني آخرون من التعب الحاد ومن أعراض أخرى على امتداد سنوات عديدة. متلازمة التعب المزمن غير مفهومة وغير واضحة المعالم والأسباب. ويعتقد غالبية الاختصاصيّين اليوم بأنها مرض قائم بذاته وله الأعراض الخاصة به والمميزة له. لكن أطباء آخرين يرفضون هذه الفرضية.

لا توجد فحوصات لتشخيص متلازمة التعب المزمن. لذلك، الكثير من المصابين بها لا يتقبّلون واقع إصابتهم ويجدون صعوبة بالغة في إقناع أقربائهم وأصدقائهم بتصديق ذلك. الإنسان المصاب بالمتلازمة بحاجة إلى أشخاص يصدّقون التشخيص ويقدمون الدعم له. من المهم جدًّا أن يتواجد في محيط المصاب طبيب يستطيع المريض أن يثق به ويعتمد عليه.

الإنهاك حقيقي. ليس من نسج الخيال. التعب المزمن هو رد فعل الجسم على جملة من العوامل العاطفية والجسدية.

أعراض متلازمة التعب المزمن

أعراض متلازمة التعب المزمن، أو الإعياء المزمن، هي:

–  إحساس بالتعب يلازم المصابين على امتداد اليوم كله، أو معظمه

– صعوبة في الخلود إلى النوم أحيانًا، أو الاستيقاظ من النوم مع شعور بالتعب وبأن الجسم لم يكسب قسطًا كافيًا من الراحة

– صعوبة في التفكير، التركيز والتذكّر، أحيانا

– آلام في الرأس، في العضلات، في المفاصل وفي الحنجرة وحساسية في غدد العنق وتحت الإبطين

قد تظهر الأعراض بعد نشاط ذهنيّ أو جسديّ لم يكن يشكّل من قبل أية مشكلة على الإطلاق.

الإكتئاب هو ظاهرة منتشرة في أوساط المصابين بمتلازمة التعب المزمن وقد يؤدي إلى تأزّم أعراض أخرى. الأدوية المضادّة للاكتئاب تحسّن من شعور المصابين بهذه المتلازمة.

أسباب وعوامل خطر متلازمة التعب المزمن

لا يعرف الأطباء ما هي العوامل المسببة لمتلازمة التعب المزمن. فهي قد تظهر، أحيانا، عقب مرض مثل النزلة الوافدة (الأنفلونزا)، ولكن ما من إثبات على وجود علاقة بين كليهما. والراجح إن متلازمة التعب المزمن تنتج عن خليط من عوامل وأسباب مختلفة.

الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن تتراوح أعمارهم، بصورة عامة، بين ٢٥- ٤٥ عاما، علما بأن النساء أكثر ميلا للإصابة بهذه المتلازمة، بينما هي نادرة جدا بين الأطفال. وقد تظهر لدى المراهقين، وخاصة لدى الفتيات. لكن على خلاف الوضع بين البالغين، تظهر متلازمة التعب المزمن لدى الشباب، بوجه عام، في أعقاب مرض معين، مثل الأنفلونزا أو مرض كثرة الوحيدات العدوائية (Infectious mononucleosis).

كيف يمكن للتمارين الرياضية المعتدلة أن تساعد؟

قد يشكك البعض في قدرته على ممارسة بعض التمرينات الرياضية في الوقت الذي يعاني فيه من التعب. هذا ممكن، شريطة مباشرة التمارين رويدًا رويدًا والحرص على عدم بذل مجهود أكثر من اللازم. ومن المهم أن نتذكر إن التمارين الرياضية تحسّن من الشعور العام. وقد أثبتت الأبحاث إن الرياضة الهوائية (Aerobics) الخفيفة، كالمشي وغيرها، تساعد الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن على الشعور بالنشاط والحيوية، ما يخفف الشعور بالتعب. هنالك أشخاص يتجنبون الرياضة البدنية، لأنهم يتخوّفون من أن تزيد وضعهم سوءا، لكن العكس هو الصحيح. الراحة المطلقة تضر باللياقة البدنية.

وقد تمسّ هذه المتلازمة، أيضا، بنظرة الإنسان عن ذاته (Self – image) إذ قد تولّد لدى المصاب بها إحساسًا بالعجز وبعدم قدرته على مساعدة نفسه.

تشخيص متلازمة التعب المزمن

ليست هنالك فحوصات لتشخيص متلازمة التعب المزمن. يستطيع الأطباء تشخيص الحالة فقط عن طريق نفي عوامل وأسباب أخرى للتعب. هناك أمراض أخرى تسبب الإنهاك، لكن معظم الذين يعانون من الإنهاك مصابون أيضًا بمرض آخر، عدا متلازمة التعب المزمن.

كيف تتطور متلازمة التعب المزمن؟

تظهر متلازمة التعب المزمن، في بعض الحالات، عقب مرض، مثل الأنفلونزا أو مرض كثرة الوحيدات العَدْوائِيَّ (Infectious mononucleosis)، أو عقب فترة من الضغوطات غير المعتادة. كما قد تظهر دون سابق إنذار حتى لدى أشخاص لم يصابوا بمرض من قبل. التعب المزمن قد يتفاقم بصورة تدريجيّة، وقد يظهر بشكل مفاجئ.

بما أن التعب قد ينتج عن أسباب عديدة ومختلفة، فقد تمر في بعض الأحيان أسابيع أو أشهر قبل أن يعيره المرء انتباها خاصا. من الصعب تحديد تعريف عام لتطور متلازمة التعب المزمن، إذ إن التشخيص لا يكون واضحا لفترة معيّنة.

علاج متلازمة التعب المزمن

 لعلاج متلازمة التعب المزمن ليس هناك سبيل محدد، لكن يمكن معالجة الجزء الأكبر من أعراضها. من المهم أن تكون العلاقة مع الطبيب المعالج جيّدة، نظرا لضرورة التعاون والتنسيق بين الطبيب والمعالَج حتى اكتشاف مزيج الدواء والتغييرات المنهجية التي من شأنها تحسين الشعور العام. وبما أنّه لا يوجد مزيج واحد وموحّد مثبت الفاعلية والنجاعة لدى الجميع، فقد يحتاج المريض إلى فترة من التجربة التي يتخللها الخطأ.

المعالجة البيتية على غاية الأهمية. أحيانًا تكون هنالك حاجة إلى تغيير الجدول الزمني اليومي، إلى اكتساب عادات نوم أفضل وممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل وثابت.

تلقي المشورة والزيادة التدريجية في التمارين الرياضيّة يحسنان من وضع المصابين بمتلازمة التعب المزمن.

الحفاظ على التوجهات والروح الايجابية يساعد على التحسن، رغم إنه ليس بالأمر السهل. من المهم عدم التقوقع في دائرة الإحباط، الغضب والاكتئاب. القدرة على تعلّم التأقلم مع الأعراض وإجراء محادثات مع مصابين آخرين بمتلازمة التعب المزمن، تساعد على الحفاظ على التوجّه الإيجابي.

الاكتئاب:

اكثر من 50٪ من المصابين بمتلازمة التعب المزمن يعانون، في مرحلة معيّنة، من الاكتئاب أيضًا. هنا بعض الحقائق التي من المهم معرفتها:

– الجسد والنَّفـْس (الروح) متصلان أحدهما بالآخر وتسود بينهما علاقة تأثير وتأثـّر. المرض الجسماني قد يتحسن أو يتفاقم طبقا للحالة الشعورية، النفسية.

– التعب حقيقي وغير خيالي. هذا هو رد فعل الجسم على مزيج من العوامل النفسية والجسدية معًا. من أجل مواجهة المرض والشفاء منه، يجب الانتباه جيدا إلى تأثير أفعال وأحاسيس المريض على الأعراض.

– متلازمة التعب المزمن تزداد حدة، في كثير من الأحيان، نتيجة لحالة اكتئاب أو قلق. وكما في أي مرض آخر، أحيانًا يجب معالجة هذه المشاكل أيضًا. إن حصول تحسّن في حالة الاكتئاب أو القلق، من شأنه أن يحسّن بدوره أعراضا أخرى لمتلازمة التعب المزمن. من الخطأ الاستنتاج من هذا إن الاعراض التي يشعر بها المصاب بمتلازمة التعب المزمن هي مجرد أوهام. لكن الصحّة النفسيّة قد تؤثّر على الصحّة الجسديّة.

الوقاية من متلازمة التعب المزمن

ليس بالإمكان الوقاية أو الشفاء من متلازمة التعب المزمن. المعالجة البيتية، إضافةً إلى أدوية معيّنة، يمكنها أن تساعد في موازنة الأعراض، تقليصها وتخفيف حدتها.

إغلاق