أمراضسلايد 1

داء المرتفعات

داء المرتفعات (High altitude sickness)، يكون الصعود ارتفاعا إلى الأعلى مصحوبا، عادة، بهبوط في ضغط الهواء وفي ضغط الأكسجين الجزئي، وكذلك بانخفاض في إشباع الأكسجين في الهيموغلوبين، كما تقل كمية الأكسجين التي يتم استيعابها في الجسم (أنظر الجدول). التعرض غير المُراقب لضغط الأكسجين المنخفض قد يظهر كمتلازمات يطلق عليها الاسم الشامل “أمراض المرتفعات”، والتي تؤدي إلى تراكم سوائل في الأعضاء المختلفة، في الرئتين والدماغ.

تميّز امراض المرتفعات الأشخاص المقيمين في مناطق ترتفع أكثر من 3،000 متر. يتأثر الوضع السريري بأربعة عوامل: سرعة الصعود، الارتفاع، مده البقاء والمواصفات الشخصية للشخص المصاب. تنتشر امراض المرتفعات  بنسبة متساوية لدى الجنسين، ولا علاقة بين مدى انتشاره وبين: التواجد السابق في منطقة مرتفعة، اللياقة البدنية، حمل الأثقال أو التلوث التنفسي. وقد تبين أن هنالك علاقة عكسية بين درجة خطورة امراض المرتفعات وبين سن المصاب (دون علاقة بسرعة التسلق). تقدر نسبة الأشخاص الذين تشكل هذه الأمراض خطرا على حيواتهم بـنحو1% – 2%.

داء المرتفعات الحاد (Acute mountain sickness) او مرض أكوستا (Acosta’s disease) والذي يدعى ايضا مرض الجبال الحاد: شائع جدا ويصيب 25% – 70% من الذين يصعدون بسرعة فائقة إلى ارتفاع يزيد عن 2،500 متر. تظهر أعراضه في الغالب خلال الـ 8 – 24 ساعة الأولى من الصعود. مميزاته، حسب ترتيب شيوعها: الصداع، فقدان الشهية، الضعف، الغثيان، صعوبة التنفس واضطرابات النوم. تختفي هذه التأثيرات، في الغالب، بعد 3 – 7 أيام، بعد التأقلم مع الارتفاع.

وذمة الرئة في المرتفعات (High altitude pulmonary edema) تعتبر أقل شيوعا (0،5% – 15%)، لكنها أشدّ خطورة وأحد مميزاتها هو تراكم سوائل في الرئتين. أعراضها: الغطائط (Rhonchi) الرطبة، السعال، صعوبات التنفس المتزايدة، الزراق (Cyanosis)، التشوش والإرهاق. وتتطور هذه الاعراض خلال 24 – 26 ساعة من بدء التعرض وقد تؤدي إلى الموت. ولذلك، فهي تتطلب العلاج الفوري.

تعتبر وذمة الدماغ في المرتفعات (High altitude cerebral edema) ظاهرة خطيرة جدا وتبلغ نسبة شيوعها 0،5% – 2% بين المتسلقين. تراكم السوائل في نسيج الدماغ يتجلى في اضطرابات، مثل الصداع الحاد، الرَنَح (Ataxia)، الهذيان، اضطراب القدرة على الحكم والإدراك، الضعف والغيبوبة. في الغالب، لا يكون المصاب واعيا لوضعه. علامة التحذير الأولى هي الرَنَح: صعوبة في المحافظة على السير في خط مستقيم.

نزيف في شبكية العين في المرتفعات: تبلغ نسبة شيوعه 4% – 40% لدى المرضى، وفي المرتفعات التي تزيد عن 5،500 متر. بشكل عام، لا يكون النزيف بشبكية العين مصحوبا بأية شكاوى، لا يثير أي قلق ولا يحتاج إلى علاج. يختفي النزيف خلال أسابيع حتى بضعة أشهر.

مرض المرتفعات المزمن: (مرض مونغ – Monge)، هي حالة نادرة تنشأ لدى أشخاص معينين نتيجة لإقامة متواصلة لفترة طويلة (سنوات) في ارتفاع عال. يتميز مرض المرتفعات المزمن بنقص تأكسج (Hypoxia) خطير ومستمر يؤدي إلى ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء، مكداس الدم (الهيماتوركيت – Hematocrit) فوق الـ 60%، صعوبات في التنفس، كما تؤدي في نهاية المطاف إلى فشل القلب الإحتقاني (CHF – Congestive heart failure).

علاج داء المرتفعات

العلاج: تتم ملاءمة العلاج لداء المرتفعات تبعا لخطورة المرض. في الحالات السهلة: الإكثار من الشرب، تناول وجبات خفيفة غنية بالكربوهيدرات، الامتناع عن الاستلقاء المستمر أو ممارسة نشاط مكثف. في الحالات الخطرة: الانخفاض السريع في الارتفاع (1000 متر، على الأقل) يكون فعالا وناجعا جدا. ينبغي عدم تأخير الانخفاض بسبب أي علاج آخر.

من المقبول والمتداول، أيضا، معالجة مرض المرتفعات بواسطة الأدوية في حالات مختلفة (يجب استشارة الطبيب بشأن نوع العلاج والجرعة الملائمة):

– أسبرين (Aspirin) وباراسيتامول (Paracetamol) – لتخفيف الصداع.-  أسيتازولاميد (Acetazolamide) – لمعالجة المراحل الأولى واضطرابات النوم.

–  ديكساميثازون (Dexamethazone) – ثبتت فاعليته ونجاعته في معالجة وذمة الدماغ في المرتفعات.

– نيفيديبين (Nifedipine) – فعّال كعلاج طارئ لوذمة الرئة في المرتفعات.

يجب عدم السماح للمريض بمواصلة التسلق إلى أعلى والاكتفاء بالعلاج الدوائي.

علاجات إضافية: في حالة توفر إمكانية الحصول على الأكسجين في منطقة تواجد المريض، يشكل ذلك عاملا مساعدا كعلاج مؤقت.

يبدو أن الحل / العلاج النظري الأفضل هو إدخال المصاب إلى غرفة ضغط يتم فيها رفع الضغط الجوي. في معظم مناطق الرحلات المرتفعة والغريبة لا يتوفر، عادة، مثل هذه التجهيزات، ولكن في السنوات الأخيرة تم تطوير ما يشبه كيس النوم المحكم الإغلاق (مثل حقيبة غاموي – Gammow bag)، والذي يمكن نفخه بواسطة دواسة، وبذلك يمكن رفع الضغط. ويشكل هذا حلا جيدا لموازنة حالة المريض وجعله مستقرا إلى حين نقله للعلاج. يزن هذا الكيس ما يقارب الخمسة كيلوغرامات، مما يجعل حمله سهلا نسبيا.

الوقاية من داء المرتفعات

الوقاية: بواسطة الصعود إلى أعلى على مراحل، أو الصعود ببطء. من المفضل الإقامة لمدة 2 – 5 أيام في ارتفاع متوسط: 2000 – 3000 متر. بعد الـ 3000 متر يتم الصعود تدريجيا، بمتوسط أقصاه 500 متر في اليوم. يجب الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية وتناول المهدئات، نظرا لخطر حصول كبت  إضافي للتنفس.

علاج واق بالأدوية:

الاسيتازولاميد يقلل من شيوع المرض بنحو 30% – 50% ويؤدي إلى تحفيز التنفس بواسطه الحُماض (Acidosis) الناشئ وإلى محاكاة جزء من عملية التأقلم على الارتفاع. الجرعة المقبولة: 250 ملغم كل 12 ساعة، ابتداءا من اليوم السابق لبدء الصعود ولمدة ثلاثة أيام على الأقل (يمنع إعطاء هذا الدواء لأشخاص يعانون من الحساسية / الأرجية – Allergy للسُلفا أو للذين يعانون من نقص الإنزيم. الآثار الجانبية قد تشمل: الشعور بالوخز / النمل في اليدين، في الرجلين وحول الفم، وكذلك التبول الزائد.

التأقلم على الارتفاع (التكيف): عملية التأقلم مع ظروف ضغط الأكسجين المنخفض تبدأ بعد عدة أيام من بدء التعرض إلى العلو وتستمر لعدة أشهر. وهذه العملية متعددة المراحل وتشمل: الجهاز التنفسي، جهاز نقل الأكسجين وألية استهلاك الأكسجين في الأنسجة.

الضغط الجزئي لغازات التنفس في ارتفاعات مختلفة فوق سطح البحر:

 ارتفاع (متر)  ضغط جوي (ملم زئبق)  عينة ضغط اكسجين مستنشق (ملم زئبق)  ضغط أكسجين شرياني (ملم زئبق)  إشباع أكسجين شرياني (%)
 سطح البحر   760   149   96   97
 2650   564   108   60   89
 4000  483 لاباز (بوليفيا)   91   52   83
 6000    379   69   40   71
 8000  280 إفرست   52   34   50
إغلاق