العظامالوقايةسلايد 1منتجعات علاجية

مرض باجيت

يؤثر مرض باجيت (Paget disease) على عملية ترميم عظام الجسم البالغة التي تحدث مع تقدم العمر.

تتعلق سلامة هذه العملية بالتوازن الدقيق، بين بناء وتفكيك العظام. إذا اختلّ هذا التوازن بسبب الإصابة بداء باجيت، تنشأ عندها عظام غير سليمة وتصبح هشة سهلة الكسر ومشوهة.

ينتشر داء باجيت خاصة عند كبار السن، إلا أنه لا يتم تشخيص هذا الداء دومًا، ويرجع ذلك، إلى أن كبار السن عادة ما ينسبون آلام العظام والمفاصل لسنهم المتقدمة.

يعتبر تشخيص المرض هامًّا جدًّا، إذ أن مضاعفات المرض خطيرة جدًّا، وقد تشكّل خطرًا على حياة المصاب، إذا لم يتم علاجها في مراحلها المبكرة.

أعراض مرض باجيت

قد لا يكون هذا المرض مصحوبًا بأي نوع من الأعراض نهائيًّا، وتكمن شكوى المصاب الأساسية في وجود الآلام. يصيب هذا المرض موقعًا واحدًا من الجسم، وأحيانًا موقعين فقط، أو أن يكون إحساسًا مجردًا بالألم. في حال ظهور أعراض عند المصاب، تكون هذه العلامات متعلقة بمكان الإصابة، بحيث تشتمل هذه الأعراض على:

  • مرض في الحوض، ينعكس بوجود آلام في منطقة الفخذين.
  • مرض في عظام الجمجمة، قد يؤدي إلى فقدان السمع، بسبب ضغط على عصب السمع، إضافة إلى ذلك، قد تنعكس بحدوث آلام الرأس.
  • عند وجود مرض في العمود الفقري، فإن هذا المرض قد ينعكس بحدوث ضغوط على أطراف الأعصاب، والتسبب بالإحساس بالمذل، الخدر، أو الشعور بأوجاع في الأطراف.

أسباب وعوامل خطر مرض باجيت

يستمر العظم بالنمو، حتى بعد توقف مرحلة البلوغ. بما أن العظم نسيج حي فإنه يستمر بالنمو والتجدد مدى العمر. تتلخص العملية بأن الجسم يقوم بامتصاص النسيج العظمي البالي أو القديم، وينتج عظمًا جديدًا تحت العظم القديم، وتعرف هذه العملية بعملية إعادة التشكّل (Remodeling). تكون سرعة امتصاص العظم المتفكك، في أولى مراحل المرض، أكبر من سرعة بناء العظم الجديد. يقوم الجسم، كرد فعل، بإنتاج العظام الجديدة بسرعة تفوق سرعته الطبيعية على إنتاج العظم، الأمر الذي يسبب إنتاج عظم جديد هش وضعيف، والتي تسبب أعراض هذا المرض.

تشير تخمينات الباحثين اليوم، إلى أن لهذا المرض عاملاً وراثيًّا، بالإضافة إلى عامل تلوثي فيروسي، والذي يظهر قبل ظهور المرض بسنين طويلة.

ينتشر مرض باجيت بشكل أوسع، لدى الأشخاص الذين لديهم المقومات التالية: تجاوز العقد الرابع من العمر، الانحدار من أصول أنجلوساكسونية، وجود أشخاص في العائلة أو أقرباء مصابين بالمرض ذاته.

مضاعفات مرض باجيت

 يتطور المرض بصورة تدريجية وبطيئة، بحيث يكون بالإمكان إدارتها بشكل جيد وتفادي المضاعفات. قد تصاب الأجهزة التالية:

جهاز العظم (الهيكل): تكون العظام التي تنشأ جراء الإصابة بهذا المرض، أكبر من حجمها الطبيعي، وأكثر كثافة، ولكنها تكون هشّة وضعيفة وسريعة الكسر، مقارنة مع العظم الذي ينشأ عند شخص معافى. إضافة إلى ذلك، يسبب البناء السريع للعظم، ظهور أوعية دموية، تعمل على تزويد الطاقة اللازمة لعملية البناء، الأمر الذي يؤدي إلى تمزق هذه الأوعية الدموية عند الكسر، وبالتالي حدوث نزيف كبير عند إجراء عملية لجبر العظم المكسور.

المفاصل: تشكّل العظام غير السليمة، الكثير من الضغط والاحتكاكات في المفاصل، وبالتالي تؤدي إلى حدوث أنواع مختلفة من أمراض المفاصل، مثل التهاب المفاصل المعروف بـ “فُصالٌ عَظْمِيّ”.

القلب: قد يتسبب المرض في مراحله المتقدمة، في احتياج كميات كبيرة من الطاقة والأكسجين، لذا يتعين على القلب تزويد هذه الكميات الكبيرة، ويكمن الخطر في حال وجود مرض قلبي عند المريض، فقد لا يتمكن القلب من تزويد الطاقة والأكسجين اللازمين، وبالتالي يؤدي إلى قصور في القلب.

أمراض السرطان: يشهد المصابون بأمراض باجيت، خطورة الإصابة بأمراض السرطان، بنسبة 1% قياسًا مع غير المصابين بهذا المرض.

تشخيص مرض باجيت

تعتبر تقنيات التصوير من أكثر طرق التشخيص أهمية، وكذلك لتتبع فاعلية العلاج بعد التشخيص.

يكشف التصوير بالأشعة السينية (رنتجن) عادة، عن الإصابة بمرض باجيت عند إجراء تصوير رنتجن صدفةً. يتيح التصوير إظهار الأماكن التي تشهد عمليات امتصاص مرتفعة للعظم، تضخم العظم أو اعوجاجًا بشكل العظم. يمر الجسم بتغيرات معينة تشير إلى الإصابة بمرض باجيت، منها الإحساس بصعوبة في القدمين، تشبه تلك التي تحدث عند الأطفال المصابين بتليّن العظام (الرَّخَد).

فحص التصوير الوَمَضانِيّ (أو الأشعة الملوّنة) (Bone scintigraphy) تُحقن، عند إجراء هذا الاختبار، مادة مشعّة إلى مجرى الدم، والتي يتم امتصاصها أو تركزّها في أنسجة العظم الفاعلة بشكل خاص، والتي تكون فيها سرعة امتصاص وبناء العظم  كبيرة، بواسطة هذه التقنية، بالإمكان ملاحظة استيعاب كبير للمادة المشعة، والتي تم حقنها في مناطق الإصابة بهذا المرض.

توجد هنالك، إضافة إلى هذه الطرق، فحوصات مَخبرية أخرى، تساهم في التشخيص عن مستوى تركيز مادة الفوسفاتيز القَلَوية (Alk phos) في الدم، أو مستوى تركيز الهيدروكسي برولين (Hydroxyproline) في البول.

علاج مرض باجيت

لا تكون هنالك حاجة للعلاج، في حال عدم وجود علامات للمرض؛ إلا إذا كان المرض فاعلاً، أي إذا كان مستوى الفوسفاتيز القاعدي مرتفعاً في الدم، مع وجود دلالة على ضرر في العظم، والتي تشكِّل عادة عاملاً شديد الخطورة للإصابة، مثلاً في عظام العمود الفقري أو الجمجمة؛ عندها تكون هنالك حاجة ماسّة لتلقي العلاج حتى عند انعدام ظهور علامات المرض.

يرتكز العلاج الدوائي على استعمال أدوية مشابهة لتلك التي تستخدم لعلاج مرض تخلخل العظم. تكون الأفضلية لاستخدام الأدوية من مجموعة البيسفوسفونات (Bisphosphonates) إذا شملت الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي تؤخذ عن طريق الحقن. أما عند المرضى الذين لا يلائمهم العلاج بالأدوية التي تندرج ضمن هذه المجموعة، فبالإمكان تلقي العلاج عن طريق الحقن بالكالسيتونين الاصطناعي (Synthetic calcitonin)، والذي يشبه الكالسيتونين الذي ينتجه الجسم (Endogenous calcitonin). يعمل الكالسيتونين على مراقبة مستوى الكالسيوم في الجسم، ويعمل على إبطاء سرعة امتصاصه.

قد تتطلب بعض الحالات إجراء العلاج الجراحي، لعلاج الكسور المرضية (Pathologic fractures)، تصحيح وتبديل المفاصل، وتخفيف الضغط في أطراف الأعصاب. يؤخذ بالحسبان، عند إجراء هذه الجراحات، أن عظام المصاب بهذا المرض، مرشحة لنزف كميات كبيرة من الدماء.

الوقاية من مرض باجيت

يتوجب على المريض، نظرًا لارتفاع احتمالات كسر العظام، في حال الإصابة بهذا المرض، أن يلائم مكان سكناه وأسلوب حياته، لمنع التعرض لحوادث كسر العظام قدر المستطاع. تشتمل ملائمة أسلوب الحياة التالي: إزالة السجاد، تثبيت “درابزين” في المنزل والاستعانه بعكاز للسير.

كما يجب الحرص على نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين “د”، لأهميتهما في الحفاظ على صحة العظام، كما ينصح بالقيام بالتمارين الرياضية التي تساعد في تقوية العظام، العضلات والمفاصل.

إغلاق