إن أضداد الحمض الريبيّ النوويّ (DNA) تلعب دورًا رئيسًا في مرض الذّئبة.
توصل الأطباء والباحثون في السّنوات الأخيرة، إلى أنّ لأضداد الحمض الريبيّ النوويّ (DNA) دورًا رئيسًا في نشوء مرض الذّئبة، ,على وجه التّحديد إصابة الكُلَى الشائعة نسبيّا في هذا المرض. يتميّز مرض الذئبة (lupus)، من حيث فحوصات الدّم بوجود أضداد نوويّة (Anti Nuclear Antibodies – ANA) لدى ما يزيد عن 95% من المرضى. تتعرَّف هذه الأضداد الذاتيّة على قسم كبير من المركّبات النوّويّة، من بينها (DNA)، (RNA) ، الهيستونات ( histone) ومركّبات ريبيّة أخرى.
إن مرض الذئبة الحمامية المجموعية، هو مرض يصيب الكثير من أجهزة الجسم، ويصيب النّساء صغيرات السنّ في سنّ الخصوبة بشكل خاص.
إن أجهزة الجسم الأساسيّة المصابة بمرض الذّئبة هي: الجلد، المفاصل، مصل الدّم، خلايا الدّم، الجهاز العصبي المركزي والكُليتين.
تظهر أضدادُ المركّبات النّووية لدى عدد كبير من الأمراض الروميتويديّة وأمراض المناعة الذاتية؛ ولكن وجود أضداد الـ (DNA) في مصل الدم، هو الأكثر تحديدًا في تشخيص الذّئبة، أي أنّ هذه الأضداد بمعيار كبير تنحصر تقريبًا على الذئبة فحسب، وليس على أمراض أخرى؛ إذنْ، من الواضح أهميّة أضداد ال (DNA) الخاصّة من حيث التّشخيص.
توجد العديد من الإثباتات الظّرفيّة التي تربط بين أضداد ال (DNA) والتهاب الكُلى (Nephritis). في الذّئبة: تنتشر أضداد ال (DNA) عند فعاليّة المرض أكثر من حالة ركوده، يسبق المعيار المرتفع من أضداد ال (DNA) في الكثير من الأحيان الأعراض الإكلينيكيّة للمرض. تكون الأضداد الموجودة في الكُلى عند التهاب الكُلى الفعّال غنية بأضداد ال (DNA)، وتعتبر كل هذه، مجتمعة، دلالة واضحة لاشتراك هذه الأضداد في العمليّة المَرَضيّة المَوْضعيّة. أثبت عدد من الباحثين بشكل مباشر وأكثر إقناعًا أنّ حقن أضداد ال (DNA) لحيوانات اختبار ينتج عن رسوبها في الكُلى، وإصابات أخرى التي تميّز الضّرر الكَلوي النّاتج عن الذّئبة.
لا توجد إجابة قاطعة حتّى الآن، ودقيقة للسؤال “كيف تصيب أضداد ال (DNA) الكُلى؟”، وقد تم اقتراح عدد من التفسيرات الممكنة:
- ترتبط الأضداد بال (DNA) الموجود في الدّم والمركّبات المناعيّة (Immune complexes) تترسب النواتج في الكُلى (التي يمر الدم من خلالها بهدف الترشيح).
- ترتبط الأضداد بال (DNA) أو بمركّبات نووية أخرى الموجودة على سطح غشاء الكُبَيْبات الأساسيّة (وحدة الترشيح الأساسيّة في الكُلى).
- أضداد ال (DNA) لا تسبب المرض بمجرّد اتّصالها بال (DNA) ولكنّها تتّصل بتفاعل متصالب (Cross – reaction) بالبروتينات البنيويّة الكلوية.
- تتمتّع أضداد ال (DNA) بصفة خاصّة بالقدرة على اختراق الخلايا الحيّة والإخلال بعمليّة تبادل المواد وترجمة الخطّة الجينيّة الداخل خلويّة.
بالاعتماد على ما هو معلوم حتّى اليوم، من المرجّح الافتراض بأنّ جزءًا من تفسيرات الضرر الناتج المذكورة آنفًا، متورّطة بإصابة أضداد ال (DNA) للكلى في الذئبة؛ من المهم معرفة أيّ الأضداد الذاتيّة تشترك في عمليّة مجريات المرض لدى مرضى الذّئبة، وكيفية حدوث ذلك. لقد تم اقتراح العديد من الإجابات لهذا السّؤال أيضا:
- إذا اشتركت أضداد ال (DNA) في تسبيب الضرر للكُلى، على المرضى الحاملين لهذا النوع من الأضداد في دمهم، أن يكونوا تحت المتابعة لعمل الكُلى، بهدف تحديد العلاج المناسب.
- الإلمام بالعمليّات التي تشترك بها هذه الأضداد، يؤدّي إلى فهم أعمق لماهيّة إصابة الكُلى في مرض الذئبة، وبهذه المعرفة يمكن برمجة توجّهات علاجية جديدة.
تهدف العلاجات المبتكرة إلى خفض تركيز أضداد ال (DNA) في مصل الدّم لدى مرضى الذّئبة (وكنتيجة لذلك تقلّ احتمالات إصابة الكُلى). إن هذه العلاجات موجودة قيْد التجارب الإكلينيكيّة.