أمراضالوقايةسلايد 1منتجعات علاجية
خثار الأوردة العميقة
خثار الأوردة العميقة (Venous thrombosis) هو بالأساس خثار في أوردة الأطراف السفلى. وهو عبارة عن تكوّن جلطة دموية (blood clot) في جوف الوريد العميق، مما يعرقل تصريف الدم من خلاله، ويؤدي لاحقا لاضطراب أداء وريقات الصمامات الوريدية، ويشكل أساسا لمضاعفات كثيرة على المستوى الموضعي أو في أماكن بعيدة، مثل انصمام الرئتين (Pulmonary embolism – حالة تتسم بدخول جزء من الجلطة – أو كلها – إلى الأوعية الدموية في الرئتين بحيث تسدها).
في الكثير من المواقع في أجسامنا، يتم تصريف الدم الوريدي عبر أوردة سطحية (Superficial veins)، أوردة عميقة (Deepveins)، والأوردة التي تربط بينهما.
عادة ما يتم تصريف الدم عن طريق الأوردة العميقة. في جميع أوردة الأطراف هنالك صمامات (Valves) مسؤولة عن تدفق الدم باتجاه واحد لمنع تراكمه في العضو المُصرف.
يعتبر أداء وريقات الصمام بشكل سليم (Valvular leaflet) مهما جدا لنجاح هذه العملية.
من الممكن أن تحصل جلطة الدم في أي عمر، وهي من الممكن أن تكون محدودة أو منتشرة. يتعلق مدى انتشار المشكلة بنوعية الناس الذين يتم فحصهم.
ترتكز عملية تكوّن جلطة الأوردة العميقة على ثلاثية فيرتشو (Virchow)، التي تشمل ما يلي: 1. ركود الدم (Stasis) ؛ 2. حالات فرط الخثورية (Hypercoagulability) ؛ 3. إصابة وتضرر أحد الأوعية الدموية.
هنالك العديد من الأوضاع التي تزيد من مخاطر حدوث جلطة الأوردة العميقة، ومنها: الأمراض الأولية (Primary) في عوامل تخثر الدم، والتي تؤدي إلى فرط الخثورة، عدم الحركة بعد الجراحة والإصابات الكبيرة، الجلوس لفترات طويلة دون حركة، مثلا خلال رحلات الطيران الطويلة أو السفر المتواصل.
يشكل من خضعوا لجراحات تقويم العظام (Orthopedic surgery) لاستبدال مفاصل الفخذ والركبة، إحدى الفئات الرئيسية المعرضة لمخاطر حدوث جلطة الأوردة العميقة. كذلك تسبب الأمراض الخبيثة المختلفة فرط خثورة الدم، بالإضافة لارتفاع مستوى الهورمونات (Hormone) الأنثوية أثناء الحمل أو عند أخذ حبوب منع الحمل. وكما هو معروف، تزيد الحرارة المرتفعة والجفاف من لزوجة الدم، بينما من الممكن أن تتسبب الإصابة المباشرة للوريد والأجهزة المختلفة الموضوعة في تجويف الوريد، مثل الناظمة القلبية (Pacemaker) وأنبوب القسطرة، بجلطة الأوردة العميقة. زد على ذلك السمنة الزائدة والدوالي (Varices) في الأوردة.
يتم تعريف خثار الأوردة السطحية على أنه التهاب في الأوردة السطحية للعضو. في هذه الحالة أيضا، تكون المشاكل بالأساس في أوردة اليدين والقدمين. في 10 ٪ من الحالات بالتقريب، قد تحدث جلطة الأوردة العميقة، ولكنها عادة ما تسبب انعدام الراحة فقط، دون حصول أية مضاعفات تشكل خطرا حقيقيا على الحياة.
أعراض خثار الأوردة العميقة
تتضمن الأعراض السريرية لجلطة الأوردة العميقة ما يلي: انتفاخ وتورم الأطراف، ألم في القدم، لون أزرق يميل للبنفسجي، ومحدودية في الأداء والمشي. في بعض الأحيان، تحدث مضاعفات مثل الإنصمام الرئوي (Pulmonary embolism) مع ضيق في التنفس، ألم في الصدر والسعال المصحوب أحيانا بإفراز بلغم دموي. في الكثير من الحالات تحدث جلطة الأوردة العميقة دون ظهور أية علامات.
أسباب وعوامل خطر خثار الأوردة العميقة
تشمل عوامل الخطورة التي من الممكن أن تسبب خثار الأوردة السطحية: قصور الأوردة، تكون الدوالي الوريدية في الأطراف السفلى، القسطرة (Catheterization) وأنابيب التسريب (Infusion) في أوردة اليدين، تسريب المحاليل المنبهة (Stimulus)، حالة فرط خثورة الدم والإصابات المباشرة في جدران الأوردة. أحيانا تكون الجلطة في الأوردة السطحية نقيلة ناتجة عن الأورام الخبيثة في البنكرياس، أو سرطانات الدم الخبيثة أو داء برغر (Berger’s disease). تظهر في المنطقة المصابة، ذات اللون الأحمر- البنفسجي، كتلة مؤلمة أو وتر متصلب وحساس على طول مجرى الوريد. وتكون الإصابة محدودة أو واسعة الانتشار على طول الطرف، كما من الممكن أن يظهر انتفاخ في الطرف.
تشخيص خثار الأوردة العميقة
تشخيص خثار الأوردة العميقة: عند الاشتباه بحدوث جلطة الأوردة العميقة يجب إجراء التشخيص في أسرع وقت ممكن، وذلك بواسطة فحص دوبلر (Doppler) – الأمواج فوق الصوتية (Ultra – sound) الملون، الذي يتيح التصوير المباشر للأوردة والجلطات. تتضمن طرق الفحص الأخرى مجموعة متنوعة من فحوص الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) مع حقن مادة تباين (Contrast).
يعتمد تشخيص جلطة الأوردة السطحية على العلامات، لكن بالإمكان أيضا الاستعانة بفحص دوبلر الأمواج فوق الصوتية.
بالعادة، لا يكون الحديث عن وجود عملية عدوائية تلوثية، لكن لدى بعض المرضى الماكثين في المستشفى، والذين تلقوا أدوية من خلال الحقن الوريدي (Infusion) أو غير ذلك، من الممكن أن تحدث أحيانا عدوى جرثومية ثانوية.
علاج خثار الأوردة العميقة
علاج جلطة الأوردة العميقة: نظرا للمضاعفات المحتملة التي قد تنتج عن الإصابة، فإنه يجب علاج جلطة الأوردة العميقة.
تستند مبادئ العلاج إلى إعطاء عقاقير مسيلة للدم من أجل الحد من هذه العملية (التخثر والتجلط) والحد من مخاطر واحتمالات حدوث المضاعفات.
الحد الأدنى لفترة العلاج: ما بين 3 و 6 أشهر. في بعض الأحيان، يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية التي تذيب الجلطات، والتي تعتبر مفيدة في مثل هذه الحالات، رغم أنها معقدة وخطيرة. في بعض الحالات النادرة، وعندما يتعلق الأمر باضطراب شديد في تصريف الدم الوريدي، يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالة الجلطات.
بالإضافة للعلاجات المختلفة، يجب العمل على منع عوامل الخطر مثل التوقف عن استخدام أقراص منع الحمل، وتقليل وزن الجسم. كما يوصى بدعم ميكانيكي للأوردة بواسطة جوارب ضغط مرنة، إضافة لتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة دون حركة. أحيانا يتطلب الأمر تثبيت مرشح (مصفاة – Filter) في الوريد الأجوف السفلي (inferior Venacava) من أجل منع الانصمامات الرئوية التي تهدد حياة المريض.
تشكل حالات الاٍصابة بجلطة الأوردة العميقة خلال فترات سابقة، عاملا يزيد من مخاطر عودة الإصابة مجددا في المستقبل. إذا تعرض المريض من جديد لمسببات الخطر، فيجب عليه اتخاذ التدابير الوقائية التي تم الحديث عنها.
يتعلق علاج خثار الأوردة السطحية بمسببيات الإصابة (Etiology)، مدى انتشارها وموقعها. بالعادة، يتم إعطاء مضادات الإلتهاب (inflammatory Anti) ومضادات الصفائح (Antiplatelet drug) كالأسبرين (Aspirin) مثلا. أحيانا، يوصى بإعطاء مضادات التخثر. قد يساعد الضغط الموضعي بتخفيف الألم، كما ينصح بلف شريط مرن في مكان الإصابة. يتم إعطاء المضادات الحيوية في حالات الاشتباه بوجود عدوى جرثومية ثانوية فقط.
الوقاية من خثار الأوردة العميقة
تعتبر الوقاية من جلطة الأوردة العميقة الجزء الأكثر أهمية في التعامل مع المشكلة. بالإمكان تحقيق الوقاية عبر استخدام الأدوية المسيلة للدم، سواء بالحقن أو الأقراص. وكذلك من خلال الوسائل الميكانيكية مثل أكمام الضغط الهوائي، الجوارب المرنة للمصابين بالركود الوريدي المعروف، وكذلك من خلال تجنب الأوضاع التي تسبب تكونها مثل: الحركة في أسرع وقت ممكن بعد الجراحة، وتجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة.