سرطان الثدي ليس مرض نسائي فقط. يمكن أن يُصاب الرجال أيضاً بسرطان الثدي، على الرغم من ندرته. أعراض سرطان الثدي عند الرجال هي نفسها أعراض النساء. ولكن نظراً لأن الرجال لا يفحصون ثدييهم بانتظام أو يقومون بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية، يكون من السهل عدم مُلاحظة الأعراض.. تابع السطور التالية للتعرّف أكثر على سرطان الذي لدى الرجال وأعراضه وأسبابه وكيف يمكن التعامل معه.
ما هو سرطان الثدي لدى الرجال؟
الرجال لديهم أنسجة الثدي، تماماً مثل النساء. الفرق في كمية الأنسجة التي لديهم. قبل سن البلوغ، يكون لدى الأولاد والبنات نفس القدر من أنسجة الثدي. تتكون أنسجة الثدي من غدد منتجة للحليب تسمى الفصيصات، وهي قنوات تنقل الحليب إلى الحلمات والدهون.
عند البلوغ، يبدأ مبيض الفتيات في إنتاج الهرمونات الأنثوية. تُسبب هذه الهرمونات نمو الثديين. لا ينتج الأولاد نفس الهرمونات، لذلك تبقى أثداءهم مسطحة. في بعض الأحيان يمكن أن ينمو ثدي الرجل بسبب تناول هرمونات معينة أو إذا تعرض لهرمونات في البيئة.
يحدث سرطان الثدي عندما تنمو الخلايا خارج نطاق السيطرة داخل الثدي. يمكن أن ينتشر السرطان في الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن يُصاب الرجال ببعض أنواع سرطان الثدي المختلفة، مثل:
سرطان الأقنية هو سرطان مبكر يبدأ في قنوات الحليب. السرطان الفصيصي يبدأ في الغدد المنتجة للحليب. سرطان الثدي الالتهابي يؤدي إلى انتفاخ الثدي وتحوله إلى اللون الأحمر. رغم كون هذا النوع نادر جداً إلا إنه عدواني جداً أيضاً.
يُشكل الرجال أقل من 1% من جميع حالات الإصابة بسرطان الثدي. يبلغ خطر إصابة الرجل بسرطان الثدي خلال حياته حوالي 1 من كل 1000. هذا المرض أقل شيوعاً عند الرجال لأن قنوات الثدي لديهم، حيث يبدأ السرطان، أقل تطوراً من قنوات النساء. لدى الرجال أيضاً مستويات أقل من هرمون الإستروجين، وهو الهرمون الذي يغذي نمو سرطان الثدي.
لكن، يُعتبر سرطان الثدي عند الرجال بنفس خطورة سرطان الثدي لدى الإناث. تعتمد حالتك على نوع السرطان الذي تُعاني منه ومدى سرعة تشخيصك. تكون احتمالات الشفاء لديك أعلى إذا حصلت على التشخيص في مرحلة مُبكرة من المرض. لهذا السبب من المهم فحص ثدييك بانتظام، وتنبيه طبيبك على الفور إذا لاحظت أي أعراض لسرطان الثدي.
أعراض سرطان الثدي لدى الرجال
من الأعراض التي تظهر على المريض عند الإصابة بسرطان الثدي ما يلي:
كتلة في ثدي واحد حلمة مقلوبة، تظهر وكأنها مدفوعة للداخل. إفرازات من الحلمة. ألم في الحلمة. احمرار أو تقشر أو تغييرات أخرى في جلد الثدي. احمرار أو تقرحات على الحلمة والهالة وهي الحلقة الملونة حول الحلمة. تورم الغدد الليمفاوية تحت ذراعك. من المهم ملاحظة أن تضخم الثدي لدى الرجال ليس علامة على الإصابة بسرطان الثدي. عندما يحدث هذا، فإنه يسمى التثدي، وقد يكون هذا بسبب زيادة الوزن أو استخدام بعض الأدوية.
الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان الثدي
على الرغم من أن سرطان الثدي نادر عند الرجال، فمن المهم معرفة ما إذا كنت في خطر ومُعرض للإصابة أم لا. وذلك لأن الرجال لا يتم فحصهم بشكل روتيني لسرطان الثدي مثل النساء. تشمل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند الذكور ما يلي:
العمر: سواء كنت رجلاً أو امرأة، تزداد احتمالية إصابتك بسرطان الثدي مع تقدمك في السن. متوسط عمر الرجل ليتم تشخيصه هو 68 عاماً. ومع ذلك، يمكن أن يُصاب الشخص بسرطان الثدي في أي عمر. الجينات: ينتشر سرطان الثدي في العائلات التي لديها تاريخ مرضي مع المرض. إذا تم تشخيص والدك أو أخيك أو أقاربك الآخرين، فقد تكون مُعرض بنسبة أكبر لخطر الإصابة بالمرض. تُزيد بعض الجينات من احتمالية إصابتك بهذا السرطان. زيادة الوزن: تفرز الأنسجة الدهنية هرمون الأستروجين الأنثوي. يُحفز الإستروجين نمو سرطان الثدي. كلما زاد وزنك، زاد إنتاج هذا الهرمون. التعرّض للهرمونات: تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي إذا كنت تتناول أدوية تعتمد على الهرمونات، مثلاً تلك الأدوية التي تُستخدم في علاج سرطان البروستاتا، أو إذا تعرضت للإستروجين من خلال الطعام أو المبيدات الحشرية أو غيرها من المنتجات. متلازمة كلاينفيلتر: تتسبب هذه الحالة في ولادة الرجال بنسخة إضافية من كروموسوم إكس. عادةً ما يكون لدى الرجال كروموسوم X واحد وكروموسوم Y واحد. أما الأشخاص المُصابين بمتلازمة كلاينفيلتر، يكون لديهم نسختان من كروموسوم X بالإضافة إلى كروموسوم Y. الرجال الذين يُعانون من هذه الحالة يكون لديهم خصيتان أصغر من الطبيعي. وهم يُنتجون هرمون تستوستيرون أقل وإستروجين أكثر من المعتاد. لذلك، فالرجال المصابون بمتلازمة كلاينفيلتر أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الثدي. تناول الكحوليات: شرب الكثير من الكحول يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين في الدم، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال. أمراض الكبد: يمكن لتليف الكبد والأمراض الأخرى التي تضر بالكبد أن تُقلل من كمية الهرمونات الذكورية وتزيد من كمية الإستروجين في جسمك. جراحة الخصيتين: يمكن أن يؤدي تلف الخصيتين إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. التعرض للإشعاع: الإشعاع مرتبط بخطر الإصابة بسرطان الثدي. إذا تلقيت إشعاعاً على صدرك لعلاج نوع آخر من السرطان، فقد تكون أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الثدي.
كيفية تشخيص سرطان الثدي
قد يُجري طبيبك بعض الاختبارات التشخيصية والإجراءات الطبية لتشخيص الإصابة، هذه الاختبارات مثل:
فحص الثدي السريري، يستخدم الطبيب أطراف أصابعه لفحص ثديك والمنطقة المحيطة به بحثاص عن أية عقد أو تغيرات أخرى. يفحص طبيبك حجم العقد الموجودة لديك، وملمسها، وموضعها من جلدك وعضلاتك. اختبارات التصوير، ترسم اختبارات التصوير صوراً لأنسجة صدرك تساعد الطبيب على التعرف على الأماكن التي تبدو غير طبيعية. تتضمن هذه الاختبارات فحص الثدي بالأشعة السينية أو باستخدام الألتراساوند وهو محوِّل الطاقة فوق الصوتي، والتي تعتمد على موجات الصوت لتكوين الصور. أخذ عينة من خلايا الثدي لفحصها “خزعة”، الخزعة هي الطريقة الأكيدة الوحيدة لتأكيد تشخيص سرطان الثدي. عند أخذ خزعة، يستخدم طبيبك إبرة مخصصة وموجهة بالأشعة السينية أو أي جهاز تصوير آخر لأخذ عينة من الأنسجة من المنطقة المصابة. تُرسل الخزعات المأخوذة للمختبر للتحليل حيث يستطيع الخبراء تحديد ما إن كانت هذه الخلايا سرطانية أم لا. يتم تحليل الخزعة كذلك لتحديد نوع الخلايا السرطانية في الثدي، ومرحلة السرطان، وما إن كانت هذه الخلايا السرطانية تملك مستقبلات هرمونية أو أية مستقبلات أخرى قد يكون لها تأثير على خياراتك العلاجية.
علاج سرطان الثدي
لتحديد خياراتك العلاجية، يأخذ طبيبك في الحُسبان مرحلة السرطان لديك، وحالتك الصحية العامة وتفضيلاتك. غالباً ما ينطوي علاج سرطان الثدي لدى الذكور على الجراحة، وقد يشمل أيضاً علاجات أخرى. فمن الطرق المُستخدمة في علاج سرطان الثدي ما يلي:
الجراحة:
تهدف الجراحة إلى إزالة الورم والأنسجة المحيطة بالثدي. تتضمن الإجراءات الجراحة إزالة جميع أنسجة الثدي/ استئصال الثدي. حيث يستأصل الجراح جميع أنسجة الثدي بما في ذلك الحلمة والهالة البنية. أو يُمكنه استئصال القليل من العُقَد اللمفية لفحصها. يُحدد الطبيب العُقَد اللمفية التي تُعدّ المكان الأول لاحتمالية انتشار الخلايا السرطانية. تُستأصل هذه العُقَد اللمفية القليلة وتُحلَّل. وإذا لم يُكشف عن الخلايا السرطانية، فهناك احتمال كبير لعدم انتشار سرطان الثدي. وفي حالة اكتشافها، فيضاف استئصال بعض العُقَد اللمفية لاختبارها.
المعالجة الإشعاعية:
تُستخدم حُزم مرتفعة الطاقة في المعالجة الإشعاعية، مثل الأشعة السينية، والبروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. في حالات سرطان الثدي عند الرجال، يمكن استخدام المعالجة الإشعاعية بعد العملية الجراحية للتخلّص من أية خلايا سرطانية متبقية في الثدي، أو عضلات الصدر، أو الإبط. خلال المعالجة الإشعاعية، ينبعث الإشعاع من جهاز عملاق يتحرك حول جسمك، ويركز الطاقة الإشعاعية على مناطق محددة في صدرك.
المعالجة الهرمونية:
لدى أغلب الرجال المصابين بسرطان الثدي أورام تعتمد على الهرمونات لكي تنمو. قد ينصح الطبيب بالمعالجة الهرمونية إذا نوع السرطان ينمو بالهرمونات.
المعالجة الكيميائية:
تستخدم المعالجة الكيميائية الأدوية لقتل الخلايا السرطانية. قد تُعطى هذه الأدوية عن طريق وريد في ذراعك، أو في شكل حبوب أو بكلا الطريقين. قد يُوصي طبيبك بالمعالجة الكيميائية بعد إجراء الجراحة؛ للقضاء على أي خلايا سرطانية قد تكون انتشرت خارج الثدي.
كيفية الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي
العديد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل تاريخ العائلة والعمر، خارجة عن إرادتك. ولكن هناك بعض عوامل الخطر التي يمكنك التحكم فيها، بما في ذلك السمنة. فيما يلي بعض النصائح للمساعدة في تقليل احتمالات الإصابة بسرطان الثدي:
حافظ على وزنك ضمن النطاق الصحي. يمكن أن تؤدي السمنة إلى تغيير توازن الهرمونات في جسمك، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فتحدث إلى طبيبك وأخصائي التغذية حول إجراء تغييرات على خطة الأكل والتمرينات الرياضية. تمرن في معظم أيام الأسبوع، يمكن أن يؤدي نقص النشاط البدني إلى تغيير مستويات الهرمونات لديك، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالسرطان
المصدر : القيادي