أخبار

دراسة: “مستقبلات الموت” المكتشفة حديثا قد تساهم في الإصابة بداء السكري من النوع الأول

يعرف داء السكري من النوع الأول بأنه اضطراب في المناعة الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس.

وتتمثل السمة المميزة لمرض السكري من النوع الأول في موت خلايا بيتا هذه، ولكن سبب موت هذه الخلايا ليس واضحا تماما.

ويعتقد الباحثون، منذ سنوات، أن هناك آليات متعددة تلعب دورا، في فقدان خلايا بيتا البنكرياس التي تصنع الإنسولين، والآن، تمكنوا من تحديد مسار خلوي ضار يتسبب في موت هذه الخلايا.

ووجد فريق من الباحثين أن الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس تحمل “مستقبلات الموت” التي، عند تنشيطها، تتسبب في تدمير الخلايا الذاتية.

وقد يساهم “زر” التدمير الذاتي الخلوي بدوره في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، وفقا للدراسة الجديدة التي أجريت على الفئران والأنسجة البشرية.

وتشير النتائج أيضا إلى طريقة محتملة لإنقاذ بعض هذه الخلايا من موت محقق، عن طريق إغلاق تلك المداخل الخلوية.

وتحدد الدراسة الجديدة مستقبل الموت، المسمى بروتين الغشاء 219 (TMEM219)، الموجود داخل الغشاء الخارجي لخلايا بيتا، باعتباره لاعبا رئيسيا في هذه العملية، وفقا للدراسة.

ويرتبط بروتين يسمى بروتين رابط عامل النمو الشبيه بالإنسولين 3 (IGFBP3) بجزء من مستقبلات الموت الذي يبرز من سطح الخلية، وبذلك يطلق سلسلة من الأحداث داخل الخلية. وتوصلت الدراسة الجديدة إلى أن سلسلة الأحداث هذه تنذر بحدوث هلاك معين لخلية بيتا، فهي تؤدي إلى موت الخلايا المبرمج، أو الانتحار الخلوي.

وفي العديد من الدراسات المعملية على الفئران، أوجد الباحثون طرقا مختلفة لمنع هذه السلسلة من الأحداث من الظهور. ووقع تعديل الفئران المستخدمة في الدراسة وراثيا بحيث تكون عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول.

وفي إحدى التجارب، على سبيل المثال، حذف الفريق مستقبلات الموت تماما باستخدام التعديل الجيني، وفي تجربة أخرى قاموا بحظر المستقبل باستخدام بروتين وقع تعديله لهذا الغرض. ووجد الفريق أنه عندما منعوا مؤقتا مستقبلات الموت في الفئران،، نجا عدد أكبر من خلايا بيتا مقارنة بالفئران غير المعالجة، وزاد إنتاج الإنسولين.

وهذا بدوره أدى إلى تأخير أو منع ظهور مرض السكري في الفئران. وعندما حظر الفريق مستقبلات الموت لفترة طويلة من الزمن، زاد عدد خلايا بيتا للحيوانات.

وأجرى الفريق أيضا تجارب على خلايا بيتا البشرية. وأدى تطبيق IGFBP3 على الأنسجة إلى تفشي موت خلايا بيتا، ولكن عن طريق منع مستقبلات الموت على الخلايا، يمكن للباحثين إيقاف حدوث هذا الضرر والسماح للخلايا بمواصلة إنتاج الإنسولين.

ودعما لما وجدوه في المختبر، توصل الفريق أيضا إلى أن الذين وقع تشخيص إصاباتهم بمرض السكري والمعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري لديهم مستويات عالية من IGFBP3، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من مرض السكري.

ووجدوا أن هذا ينطبق أيضا على الفئران المصابة بداء السكري ومقدماته، مقارنة بالفئران السليمة.

وشرح الدكتور باولو فيورينا، الباحث المساعد والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى بوسطن للأطفال، وهو أيضا مؤسس شركة التكنولوجيا الحيوية Enthera التي تطور علاجات لمنع مستقبلات موت خلايا بيتا، في بيان بشأن نتائج الدراسة: “نعتقد أنه في حالة المرض، يمكن زيادة إنتاج IGFBP3، لذلك هناك فقدان لخلايا بيتا”.

وبحسب البيان، يمكن أن تبدأ أولى التجارب البشرية لمثل هذا العلاج بحلول خريف عام 2022.

ونُشرت الدراسة الجديدة في مجلة Nature Communications.

المصدر:RT

إغلاق