يُعد سرطان الغدة القنوي للبنكرياس (PDA) أحد أكثر السرطانات التي تصيب الإنسان فتكا، ولا توجد خيارات علاجية فعالة إكلينيكيا لهذه الحالة.
ويوصف سرطان الغدة القنوي للبنكرياس بأنه النوع الأكثر شيوعا في سرطانات البنكرياس، ويمكن أن يحدث في أي مكان على طول البنكرياس، وهو شديد العدوانية ويمكن أن ينتشر بسرعة إلى الأعضاء المحيطة والكبد.
ويتميز سرطان الغدة القنوي للبنكرياس بسدى (stroma) التهابي شديد، وسوء الأوعية الدموية، ومستويات مغذية غير منظمة، وترسب غني لمكونات المصفوفة خارج الخلية (ECM).
والبيئة المكروية (هي البيئة الدقيقة حول الورم، بما في ذلك الأوعية الدموية، الخلايا المناعية، الخلايا الليفية) لورم البنكرياس هي سدوية للغاية، ما يعني أن الكتلة نفسها تتكون في الغالب من نسيج ضام وخلايا مناعية غير سرطانية.
ويشار إلى أن حمض الهيالورونيك أو الهيالورونان (HA)، وهو أحد المكونات السدوية الرئيسية، ثبت أن تراكمه يلعب دورا رئيسيا في تعزيز تكون الأورام وتطور المرض.
ويعرف حمض الهيالورونيك، أو HA، بوجوده في أورام البنكرياس، لكن دراسة جديدة أجراها باحثون في مركز روجل للسرطان التابع لجامعة ميتشيغان، أظهرت أن حمض الهيالورونيك يعمل أيضا كغذاء للخلايا السرطانية.
ونُشرت النتائج مؤخرا في مجلة eLife وقدمت نظرة ثاقبة مثيرة للاهتمام حول كيفية نمو خلايا سرطان البنكرياس ما يشير إلى احتمالات جديدة لعلاجها.
ونظر الباحث الرئيسي الدكتور كوستاس ليسيوتيس وفريق دراسته في عملية التمثيل الغذائي لسرطان البنكرياس في النماذج قبل السريرية: كيف تحصل الخلايا على العناصر الغذائية وطيف العناصر الغذائية التي تستخدمها لتغذية النمو وتمكين المقاومة العلاجية.
ويتناول كثير من الناس مكملات حمض الهيالورونيك لفوائدها الجلدية، وخاصة في تخفيف جفاف الجلد وتقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد وتسريع التئام الجروح.
ويمكن أن يساعد أيضا في تخفيف آلام المفاصل لدى المصابين بهشاشة العظام.
ومن المعروف أن حمض الهيالورونيك مادة توجد بشكل طبيعي في الجلد والعينين والمفاصل. وتتمثل وظيفته الأساسية في حبس الماء داخل خلايا الأنسجة، والحفاظ على تزييت المفاصل، وهو ما قد يكون، وفقا للدراسة الحديثة، العامل الدافع لزيادة أورام سرطان البنكرياس.
وأوضح ليسيوتيس أن السدى يحدث في عملية الندبات الطبيعية في الجسم، و”عندما تتشكل هذه الندبات، يتم إطلاق الكثير من حمض الهيالورونيك”.
ويجذب حمض الهيالورونيك الماء ويحتفظ به. وعند وجود الكثير منه، تصبح أورام البنكرياس شديدة الكثافة، وتنهار الأوردة ويتدفق الدم.
ويقول ليسيوتيس إن هذه الأورام تصبح صعبة للغاية، موضحا: “الأمر لا يتعلق بأنه لا توجد أوردة أو شرايين داخل الورم. لكن الأوعية الدموية الموجودة لا يمكنها تحمل الضغط الشديد”.
وأراد ليسيوتيس ومختبره فهم حمض الهيالورونيك بما يتجاوز مساهمته في التكوين الفسيولوجي لخلايا سرطان البنكرياس.
وأخذ الفريق في الاعتبار كثافة هذه الأورام، عند دراسة سؤال: “إذا لم تتمكن الخلايا السرطانية من الوصول إلى العناصر الغذائية المشتقة من الدم، فكيف تحصل على العناصر الغذائية التي تغذي نمو الخلايا وتصبح أوراما؟”.
ويشار إلى أن الخلايا التي يتكون منها الورم هي مزيج من العديد من أنواع الخلايا المختلفة، بعضها خبيث والآخر حميد.
وتتكون البيئة المكروية لورم البنكرياس في الغالب من نسيج ضام وخلايا مناعية غير سرطانية. ويشير هذا العمل الجديد إلى أن الخلايا أحادية الاتجاه تفعل ذلك عن طريق تنظيف حمض الهيالورونيك نفسه.
وقال ليسيوتيس: “حمض الهيالورونيك لا يؤثر فقط على الأورام من خلال خلق هذه الكثافة، ما يجعل من الصعب علاجه، إنه حرفيا سلسلة من السكريات. بالنظر إلى الماضي، من المنطقي أن الخلايا الخبيثة تتغذى أيضا من حمض الهيالورونيك”.
ويقول ليسيوتيس إن هذه الدراسة توضح مدى جودة خلايا سرطان البنكرياس في البحث عن العناصر الغذائية من أجل الحفاظ على بقائها ونموها.
ومن الضروري معرفة الأعراض الأساسية لسرطان البنكرياس، والتي تشمل ألما في البطن يمتد إلى الظهر، وفقدان الشهية، واليرقان، وبرازا فاتح اللون، وبولا داكن اللون أو حكة في الجلد.
المصدر:RT