دراسات وبحوث
الخلايا المناعية تتنبه للعدوى وتلتهم البكتيريا
كخيوطِ العنبكوتِ.. الخلايا المناعيةُ “تلتقطُ العدوى” و”تأكلُ” البكتيريا
مثل العنكبوتِ الذي يحاصرُ فريستَه، تتعاونُ خلايا جهازِ المناعةِ لدينا لالتقاطِ البكتيريا و”أكلِها” حسبما وردَ في دراسةٍ جديدةٍ منشورةٍ في دوريةِ “ساينس أدفانسس”.
ويُمكنُ أنْ يساعدَ اكتشافُ تلكَ الآليةِ في ابتكارِ إستراتيجياتٍ جديدةٍ لمكافحةِ العدوى ومسبباتِ الأمراضِ البكتيريةِ الأخرى والموجودةِ خارجَ الخلايا.
كانَ منَ المعروفِ أنَّ العدلاتِ – الخلايا المناعيةِ المستجيبةِ الأولى التي تهاجرُ إلى مواقعِ العدوى – يمكنُها التدميرُ الذاتيُّ وإطلاقُ محتوياتِها منَ البروتينِ والحمضِ النوويِّ لتوليدِ مصائدَ خارجَ الخليةِ للعدلاتِ تُعرفُ باسمِ الشبكاتِ (NETs). الآن، اكتشفَ الباحثونَ أنَّ الشبكاتِ العصبيةَ تعززُ قوةَ قتلِ البكتيريا لنوعٍ آخرَ منَ الخلايا المناعية؛ تُسمى بالخلايا الضامة.
تُعدُّ بكتيريا المكوراتِ العنقودية -وخاصةً الأشكالَ المقاوِمةَ للمضاداتِ الحيويةِ- سببًا رئيسيًّا للعدوى المكتسبةِ منَ المستشفياتِ وأمراضِ القلبِ المعديةِ والتهاباتِ الجلدِ والأنسجةِ الرخوةِ المكونةِ للصديد.
العدلاتُ والخلايا المناعيةُ الضامةُ كلها خلايا بلعميةٌ معروفةٌ بابتلاعِ البكتيريا وإنتاجِ البيبتيداتِ المضادةِ للميكروباتِ والإنزيماتِ المكافحةِ للعدوى.
ويُعتقدُ أنَّ عمليةَ تكوينِ الشبكاتِ والتي تُعرفُ باسمِ (NETosis) هيَ شكلٌ منْ أشكالِ موتِ الخلايا المبرمَج، وتمثلُ إستراتيجيةً تمَّ اكتشافُها مؤخرًا لمحاربةِ البكتيريا، إذْ يخلقُ الحمضُ النوويُّ للعدلةِ المنبعثةِ مصيدةً لزجةً مرصعةً أيضًا بالببتيداتِ المضادةِ للميكروبات.
استخدمَ الباحثونَ في تلكَ الدراسةِ العدلاتِ التي تُكوِّنُ الكثيرَ منَ الشبكاتِ في نموذجٍ حيوانيٍّ ومختبريٍّ لدراسةِ الوظيفةِ البيولوجيةِ للشبكات.
ووجدوا أنَّ زيادةَ الشبكاتِ لا توفرُ ميزةَ قتلِ العدلاتِ وحدَها، ولكنْ عندما دعمتِ الخلايا الضامةُ الشبكات، عززتْ تأثيرَها منَ النشاطِ المضادِّ للبكتيريا عنْ طريقِ زيادةِ البلعمة – إذْ قامتْ بـ”أكلِ” البكتيريا العنقوديةِ العالقةِ في الشبكاتِ معَ البيبتيداتِ المضادةِ لميكروباتِ العدلات.
المصدر: SCIENTIFIC AMERICA