هل تؤدي حمية الغلوتين إلى خفض الوزن؟

يؤكد الكثير من الأشخاص شعورهم بالراحة، بعد التوقف عن تناول الغلوتين، على الرغم من أنهم لا يعانون من أي مرض في الجهاز الهضمي. فهل هذه الحمية فعالة بالنسبة لمرضى السكري والمصابين بالتهابات في الأمعاء؟ وهل تساعد فعلاً في الحد من اضطرابات المفاصل وتحسّن القدرات المعرفية؟ وهل تؤدي إلى خفض الوزن؟ وهل علينا جميعاً أن نتوقف عن تناول الغلوتين؟

وُصفت حساسية الغلوتين لأول مرة في عام 1978. وتقول الباحثة في المعهد الفرنسية للأبحاث الزراعية، كاثرين غران رافال، في مقابلة مع مجلة Sante، إن الأطباء يعرفونها على أنها حالة اكلينيكية يؤدي فيها تناول الغلوتين إلى ظهور أعراض في الجهاز الهضمي، تتراجع في ظل نظام غذائي خال من الغلوتين، لكنها لا تعتمد على آليات المناعة الذاتية، كما هو الحال في مرض السيلياك، ولا على آليات الحساسية كما هو الحال في حساسية القمح. وفي ما يلي سنرى كيف تؤثر هذه الحمية في عدد من الحالات المرضية، فضلاً عن السمنة:

1 ــ الهضم

تؤكد الدكتورة نادين سيرف بنسونان، التي تشغل منصب مديرة الأبحاث في المعهد الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية، أن بروتين الغلوتين غني بالبرولين، وهو حمض أميني يمنع وصول انزيمات الجهاز الهضمي إليه، ولهذا السبب فإن عملية هضم الغلوتين تخلف وراءها بعض القطع الصغيرة، التي يمكن أن يتعرف عليها الجهاز المناعي لدى بعض مرضى السيلياك وحساسية القمح، فتظهر أعراض المرض.

لكننا حين نحذف من نظامنا الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، فإننا نحذف عناصر أخرى يمكن أن تسبب تخمراً أو التهاباً في الجهاز الهضمي، مثل الفروكتان، لذلك يستحيل معرفة من يسبب عسر الهضم وهذه المشكلات الصحية، لذلك فإن الغلوتين ليس وحده السبب.

2 ــ التهابات الأمعاء

يؤكد المختصون أن اعتماد حمية خالية من الغلوتين لا يؤدي الى الحد من التهابات الأمعاء، ما عدا في حالة مرضى السيلياك، ذلك أن الغلوتين ليس سبباً ولا يفاقم المرض في حالة التهابات القولون المتهيج مثلاً. ويشير د. برونو بوناز إلى أن استبعاد الغلوتين من الحمية يمكن أن يخفف أعراض هذه الأمراض فقط.

3 ــ اضطرابات المفاصل والروماتيزم

تتحسّن حالة بعض من يعانون من اضطرابات المفاصل أو الروماتيزم عند اعتماد حمية غذائية من دون غلوتين، لكن الصلة غير مؤكدة علمياً وفق د. برونو بوراز، الذي يشير إلى أن الأطباء يعتقدون أن الغلوتين يمكن أن يعزز الالتهابات لدى المرضى من خلال زيادة نفاذية الأمعاء، لكن من دون دليل.

4 ــ السكري

لا توجد أي تأثيرات مباشرة لحمية خالية من الغلوتين على مرضى السكري، لكن هناك بعض التأثيرات غير المباشرة. ويقول د. كريستوف سيليي إن الأطباء لاحظوا وجود علاقة لدى مرضى السيلياك بين الغلوتين والنوع الأول من السكري، بينما يعتمد تأثير الحمية الخالية من الغلوتين على مرضى النوع الثاني من السكري بالنظام الغذائي الذي يعتمده المريض، فتعويض القمح ومشتقاته بمنتجات مصنعة خالية من الغلوتين مضر جداً، وفق خبير التغذية سيدريك مينار، لأن هذه المواد غالباً ما تكون غنية بالسكريات والدهون، والمؤشر الغلايسمي في الطحين المستخدم في إنتاجها عال جداً.

5 ــ فقدان الوزن

قد تؤدي الحمية الخالية من الغلوتين في بعض الأحيان إلى فقدان الوزن، ويعتمد ذلك على مكونات الحمية، فالتقليل من تناول الأطعمة المصنعة يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن، لكن التركيز على المواد الخالية من الغلوتين قد يكون سلبياً. ويشير د. كريستوف سيلي إلى أن الغلوتين لا يؤدي إلى السمنة ولا إلى فقدان الوزن.

6 ــ الحساسية

لا تحد الحمية الخالية من الغلوتين الحساسية، باستثناء حساسية القمح والمرضى المصابين بمرض سيلياك، الذين يؤدي لديهم هضم الغلوتين إلى رد فعل غير مناسب من قبل الجهاز المناعي.

المصدر: القبس