الاذن والانف والحنجرة
تعرف على فوائد غسل الأنف مرتين يوميا بمحلول ملحي
كيف يعمل المحلول الملحي لتقليل مضاعفات كورونا؟ وكيف يتم إعداد هذا المحلول؟ وما آخر أدوات تشخيص الفيروس؟
نبدأ من الولايات المتحدة، حيث قال باحثون إن بدء غسل تجويف الأنف بمحلول ملحي خفيف مرتين يوميا بعد فترة وجيزة من اختبار فيروس كورونا الإيجابي يمكن أن يقلل بشكل كبير من دخول المستشفى والوفاة.
وأجرى الدراسة باحثون في كلية الطب بجامعة أوغوستا في جورجيا بالولايات المتحدة، ونشرت في (Ear, Nose & Throat Journal).
وقبل الدخول في التفاصيل نؤكد أن هذه الدراسة وعرضها هنا هو للمعلومات العامة، وإذا كنت تشك في أنك مصاب بكورونا أو كانت نتيجتك إيجابية؛ فراجع الطبيب واتبع إرشاداته؛ فغسل الأنف ليس علاجا أو وسيلة للوقاية من كور,نا أو منع انتقال الفيروس.
كيف يتم عمل المحلول الملحي؟
يتم عمل المحلول الملحي عن طريق خلط نصف ملعقة صغيرة من الملح وصودا الخبز في كوب من الماء المغلي أو المقطر، ثم وضع ذلك في زجاجة لغسل الجيوب الأنفية.
وقال الباحثون إن التقنية التي يمكن استخدامها في المنزل تعد آمنة وفعالة وغير مكلفة لتقليل مخاطر المرض الشديد والوفاة من عدوى فيروس كورونا.
وقالت المؤلفة الدكتورة إيمي باكستر، طبيبة طب الطوارئ في كلية الطب في جورجيا بجامعة أوغوستا؛ إنه “من خلال إعطاء ترطيب إضافي للجيوب الأنفية يجعلها تعمل بشكل أفضل”، وذلك وفقا لتقرير نشره موقع (eurekalert).
وتضيف باكستر “إذا كانت لديك مادة ملوثة، فكلما قمت بإزالتها تمكنت من التخلص من الأوساخ والفيروسات وأي شيء آخر بشكل أفضل”.
يقول كبير المؤلفين الدكتور ريتشارد شوارتز “وجدنا انخفاضا بمقدار 8.5 أضعاف في حالات الاستشفاء وعدم حدوث وفيات مقارنة بمجموعة التحكم لدينا. كلاهما نقاط نهاية مهمة جدا”.
ويقصد بمجموعة التحكم مرضى كورونا الذين شاركوا في الدراسة ولم يتلقوا المحلول الملحي.
إزالة بعض الفيروس
ويقول الباحثون إن السكان الأكبر سنا والمعرضين لمخاطر عالية والكثير منهم يعانون من حالات سابقة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم؛ قد يستفيدون أكثر من الممارسة السهلة وغير المكلفة.
وتقول باكستر إنهم كانوا يعلمون أنه كلما زاد عدد الفيروسات الموجودة في جسمك كان التأثير أسوأ. وأضافت “كانت إحدى أفكارنا أنه إذا تمكنا من شطف بعض الفيروس في غضون 24 ساعة من الاختبار الإيجابي؛ فربما يمكننا تقليل شدة هذا المسار بالكامل”، بما في ذلك تقليل احتمالية دخول الفيروس إلى الرئتين، حيث يتسبب في أضرار دائمة وقاتلة لكثيرين.
بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن فيروس كوورنا -واسمه العلمي “سارس-كوف-2” (SARS-CoV-2) – يرتبط بمستقبل إنزيم محول للأنجيوتنسين2، المنتشر في جميع أنحاء الجسم وبوفرة في أماكن مثل تجويف الأنف والفم والرئتين. وتقول باكستر إن شطف الأنف بمحلول ملحي يساعد على تقليل الارتباط القوي المعتاد.
وقام المشاركون بإجراء غسل للأنف ذاتيا باستخدام بوفيدون اليود (المطهر البني الذي يتم وضعه على الجسم قبل الجراحة)، أو صودا الخبز ممزوجة بمحلول ملحي (ماء يحتوي على تركيز الملح نفسه بشكل طبيعي).
ووجد الباحثون أن هذه المواد المضافة لا تقدم أي قيمة فعلا، وأن المحلول الملحي يكفي وحده. وتقول باكستر “ما يهم حقا هو الغسل وقدر الكمية فقط”.
وأفاد أولئك الذين التزموا بغسل الأنف مرتين يوميا بزوال الأعراض على نحو أسرع، بغض النظر عن أي من المطهرين الشائعين اللذين كانا يضافان إلى المياه المالحة.
غسل الأنف
وأظهر باحثون آخرون أن غسل الأنف يمكن أن يكون فعالا أيضا في تقليل مدة وشدة الإصابة من قبل عائلة من الفيروسات التي تشمل فيروسات كورونا، التي من المعروف أيضا أنها تسبب نزلات البرد، وكذلك فيروسات الإنفلونزا. وتقول باكستر “كانت عدوى كورونا حالة مثالية أخرى لها”.
في الواقع، تم إجراء غسل الأنف لآلاف السنين في جنوب شرق آسيا، ولاحظت باكستر معدلات وفيات أقل من كوفيد-19 في دول مثل لاوس وفيتنام وتايلند. وتقول “كانت تلك الأماكن التي عرفتها منذ تواجدي هناك حيث يستخدمون غسل الأنف كجزء طبيعي من النظافة تماما مثل تنظيف أسنانهم بالفرشاة”.
وقال شوارتز إن بساطة العلاج وأمانه جعلتاه يوصي بغسل الأنف للمرضى “المصابين” في وقت مبكر، كما أن النتائج المنشورة تجعله أكثر ثقة في التوصية بغسل الأنف بشكل أساسي لأي شخص تكون نتيجة اختباره إيجابية.
وأشارت باكستر إلى شكوك المجتمع الطبي قبل أن تتم مراجعة النتائج ونشرها، وإحباطها من هذا النهج البسيط نسبيا الذي لم يتم استخدامه عندما كان كثير منهم مرضى ويحتضرون.
وقالت “أخبرني العديد من الأشخاص الذين استخدموا هذا منذ شهور أن الحساسية الموسمية لديهم اختفت، وأنه يحدث فرقا كبيرا في أي من الأشياء التي تمر عبر الأنف والتي تكون مزعجة”.
وأشارت دراسة صدرت في سبتمبر/أيلول 2020 إلى أن الغرغرة بمحلول ملحي يمكن أن تقلل الحمل الفيروسي في كوفيد-19، واقترحت دراسة أخرى صدرت عام 2021 أن المحلول الملحي يعمل بطرق متعددة لتقليل أعراض البرد المتعلقة بالعدوى بفيروسات كورونا الأخرى.