الضغط والسكر

د. ياسر العمار: لا تهملوا السكري للحفاظ على صحة القدم

خطورة داء السكري تكمن في ضرورة علاجه والسيطرة عليه مبكرا حتى لا تتراكم أضراره وأذيته لأعضاء الجسم الحيوية مثل الكلى والعين والأعصاب والقلب وحتى القدم. وقد بينت الإحصائيات وجود علاقة طردية بين مضاعفات مرض السكري على القدم بما فيها البتر، ومدة استمرار المرض من دون سيطرة.

من جانبه، بين د ياسر العمار، اختصاصي جراحة العظام والقدم السكرية في مستشفى المواساة أن عدم علاج ورعاية مرض السكري بالشكل المطلوب سيؤدي إلى حدوث تلف ومضاعفات تطول كل أعضاء الجسم.

وتابع: من أبرز هذه المضاعفات: ضعف البصر، ضعف وفشل الكلى، أمراض القلب، تلف الأعصاب الطرفية والاوعية الدموية وأمراض القدم السكرية. والقدم السكرية هي احد المضاعفات الناتجة عن تلف في الاعصاب الطرفية للقدمين، وتتمثل في الإصابة بتقرحات والتهابات سطحية أو عميقة تصل في أحيان كثيرة إلى عظام القدم وقد تتفاقم لتؤدي الى بتر الساق او جزء من القدم.

6 تغيرات تسبب أمراض القدم

وحذر د. العمار من أن عدم السيطرة على مرض السكري يتسبب في حدوث عدة تغيرات ومضاعفات التي بدورها تؤدي إلى الإصابة بأمراض القدم السكرية، ومن أهمها:

1- تدهور صحة الاعصاب الطرفية وموتها: فيتلاشى إحساس المريض بالقدم (لا يشعر بالألم والحرارة) تماما. فقد يدوس الشخص على مسمار أو نار من دون شعور بأي الم.

2- تدهور تروية القدم الدموية: فتضعف وتسبب موت بعض مناطق القدم والإصابة بالغرغرينا. كما قد تسبب سقوط أظافر القدم لتخلف وراءها جرحا مفتوحا مما يسمح بدخول الجراثيم والاصابة بالتهاب في الجلد والعظام.

3- تغير بنية وشكل عظام القدم: مثل حدوث تقوس في الأصابع وبروزها أو بروز عظام باطن القدم بشكل غير طبيعي. وذلك يسبب عدم توزيع الحمل وثقل الجسم بشكل متساوٍ على باطن القدم، فيزداد الضغط على بعض المناطق مما يعرضها إلى خطر تكون القرح.

4- اختلال الأعصاب اللاإرادية المسؤولة عن حفظ حرارة القدم والرطوبة: مما يزيد من جفاف القدم وتكون تشققات تسمح بدخول الميكروبات إلى الجلد والدم.

5- بطء التئام الجروح وضعف مقاومة الجسم للالتهاب: يرجع ذلك إلى انخفاض التروية الدموية وقوة الجهاز المناعي وعوامل أخرى يعاني منها المصاب بالسكر. مما يبرر طول فترة علاج القرح وارتفاع خطر حدوث المضاعفات.

6- شيوع الإصابة بفطريات القدم وخاصة بين الأصابع: وهي تمثل بؤرة جيدة لالتهاب الجروح والالتهابات.

وأضاف د. ياسر موضحا: «السبب الأساسي لمرض القدم السكرية هو تلف الأعصاب الطرفية للقدمين، والأسوأ أن يرافقها ضعف في الأوعية الدموية مما يصعب عملية التئام التقرحات أو الكسور والجروح وصعوبة وصول العلاج والمضادات الحيوية إلى القدمين.

وقال: نتيجة إلى فقد مصاب السكري الإحساس بقدميه، فقد يتعرض إلى كسر بسيط أو تقرحات والتهابات شديدة من دون أن يشعر (بلا وجود ألم)، فيفقد ميزة الاستشعار المبكر لأي مشكلة. وقد تتعرض قدميه للإصابة بالجروح وتتفاقم الى تقرحات ولا ينتبه إلى الأمر إلا بعد ان تكبر وتصل إلى مرحلة متقدمة يصعب علاجها.

العلاج:

نصح د ياسر المصاب بالقدم السكرية بما يلي:

1 – استشارة طبيب خبير ومختص في علاج القدم السكرية لأنه الأكثر خبرة وعلما في كيفية التعامل معها وعلاجها.

2 – أهم علاج هو الوقاية من حدوث المرض والوقاية من تفاقمه.

3 – ينصح كل مصاب بالسكر بفحص قدمه كل يوم في المنزل وأن يساعده أحد في ذلك أن احتاج. كما ينصح باستخدام مرآة للنظر الى باطن القدم والكعب.

4 – خطة علاج قدم السكر، فتعتمد على درجة المرض والمضاعفات المرافقة.

5 – لا توجد طريقة سحرية لعلاج القدم السكرية، فنصف العلاج على الدكتور والنصف الآخر يقع على عاتق المريض عبر المتابعة المستمرة واتباع تعليمات الطبيب والحرص على انتظام معدل السكر.

الوقاية:

أكد العمار أهمية الوقاية من مضاعفات السكر وتلف الأعصاب عبر متابعة مستوى السكر في الدم والحفاظ على انتظامه ضمن المستويات الطبيعية. وقال: «الوقاية خير من العلاج، وأفضل وقاية هي متابعة مستوى سكر الدم والالتزام بمتابعة الطبيب المختص دوريا مع فحص القدم دوريا».

إرشادات للوقاية:

1- عدم المشي حافيا أبدا، ولبس حذاء أو خف مريح يحمي القدم من الصدمات والجروح.

2- أن يكون قاع الحذاء الذي يلبسه المريض مرنا ومريحا وذا سماكة جيدة.

3- قبل لبس الحذاء، يجب فحصه جيدا للتأكد من مقاسه وأنه ليس ضيقا أو ضاغطا على مناطق في القدم.

4- يفضل تدفئة القدم عبر لبس جوارب ثقيلة، وعدم وضع القدم في ماء ساخن أو مباشرة على المدفئة لأنها قد تحترق من دون أن يشعر المصاب بذلك.

5- التعود على لبس جوارب ذات لون فاتح بشكل دائم. فمن السهل اكتشاف بقع الدم أو القيح عليها مما ينبه المريض إلى وجود مشكلة في القدم.

6- يجب فحص القدم يوميا لاكتشاف أي مشكلة مبكرا.

7- تفادي جفاف القدم من خلال الترطيب المستمر بكريم خال من الكحول او الروائح.

8- الحفاظ على جفاف منطقة بين الأصابع للوقاية من إصابتها بالفطريات.

ومن الممارسات الخاطئة أثناء فصل الشتاء، عدم إزالة الجوارب أثناء الوضوء وتبليلها فقط. إلا أن رطوبة الجوارب تمثل بيئة مثالية لتكاثر الفطريات. لذا، ينصح بتغيير الجوارب إن كانت رطبة.

معلومات مهمة:

◄ السبب الأساسي لمرض القدم السكرية هو تلف الأعصاب الطرفية للقدمين.

◄ أبرز مضاعفات إهمال العلاج تشمل ضعف البصر وفشل الكلى وأمراض القلب والقدم السكرية.

◄ تختلف خطة العلاج بحسب درجة المرض ومضاعفاته.

◄ بعض الحالات تستفيد من التدخلات الجراحية.

◄ أهم جانب في العلاج هو الوقاية عبر علاج السكر جيدا وفحص القدم يوميا.

 

المصدر: القبس

إغلاق