أخبار
جائزة الحسين لأبحاث السرطان.. اجتماع العقول ضد هذا المرض
عمّان – تكريسا لجهود الباحثين ضد السرطان، أطلقت رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان الأميرة غيداء طلال جائزة الحسين لأبحاث السرطان في عام 2020، فما هذه الجائزة وما أهدافها؟ وما معايير اختيار الفائزين؟ وما أهميتها على الصعيد العربي؟ وكيف ستساعد في الوصول لعلاجات جديدة للسرطان؟ وما واقع المرض عربيا؟ وما النصائح العامة للوقاية منه؟
ما هي الجائزة وأهدافها؟
قال الأستاذ الدكتور “عزمي محافظة” عضو مجلس إدارة جائزة الحسين للسرطان في تصريحات خاصة للجزيرة نت، إن الجائزة أطلقت من قبل رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان الأميرة غيداء طلال في عام 2020، تخليدا لذكرى الملك الحسين بن طلال، وتعزيزا لجهود الأبحاث المتعلقة بالسرطان في العالم العربي، حيث تكرم الجائزة الباحثين العرب المتميزين في المجال البحثي، سواء كان الباحثون ذوي خبرات طويلة، أو واعدين.
وأشار إلى أن الجائزة تهدف إلى التشجيع على إعداد أبحاث مبتكرة من قِبل باحثين أفراد، أو فِرق باحثين في العالم العربي، للمساهمة في سدّ الفجوة في الأبحاث على المستوى الإقليمي، بالإضافة لتكريم ودعم جهود أبحاث السرطان، وتعزيز التعاون بين الباحثين الأفراد وفرق الباحثين والمؤسسات في العالم العربي والغربي.
ما معايير اختيار الفائزين؟
وبيّن الدكتور محافظة أن جميع أنشطة الجائزة يشرف عليها مجلس إدارة مؤلّف من مجموعة من أهم مختصّي الأورام، والأطباء، والباحثين من مختلف أنحاء العالم، ويوجد لدى الجائزة لجنة تحكيم دولية لتقييم الأعمال المشاركة بناء على أسس من المعايير.
وأضاف أن الجائزة تتضمن 4 فئات هي جائزة إنجاز العُمر، وجائزة الباحث الناشئ، وجائزة البرنامج السريري المتميز، ومنحة الباحث الواعد.
ولكل منها معايير لاختيار الفائزين، حيث يتم اختيار الفائزين بجائزة إنجاز العمر وجائزة الباحث الناشئ بناء على معايير، مثل الإبداع والابتكار، وجودة تصميم البحث ومنهجيّته، وتصنيف المجلة للأبحاث المنشورة، والعدد الكلّي للأبحاث المنشورة، وبراءات الاختراع (إن وجدت)، وأيّ إنجازات مهنية أو أكاديمية أخرى (غير بحثية).
كما تتضمن المعايير -وفق محافظة- العدد الكلي للأبحاث التي يكون فيها مقدّم الطلب الباحث الرئيسي أو الثاني أو الأخير، والشراكات (البحث المقدّم جزء من مشروع جماعي تعاوني) أو متعدد المراكز، والنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها الأبحاث، وارتباط الموضوع وصلته بالعالم العربي والدولي، وأهمية الإنجاز البحثي لمقدّم الطلب ومساهمته في المعرفة/الرعاية، وطبيعة البحث باختصاصاته المتعدّدة.
أما بالنسبة لمنحة الباحث، فقال محافظة “يتم اختيار الفائزين بناء على المؤهلات الشخصية للمتقدم، وجودة المقترح البحثي وتوافقه مع المعايير من حيث تصميم البحث ومنهجيته والإبداع والابتكار، والتأثير المتوقع لنتائج البحث، والشراكات المقترحة والتعاون مع الجهات ذات الصلة”.
وفيما يتعلق بجائزة البرنامج السريري المتميز، فإن اختيار الفائزين -كما أوضح محافظة- يتم بناءً على المعايير التالية: السيرة الذاتية للكوادر، والفريق متعدد الاختصاصات، ووجود لجنة أورام في المستشفى المعني، ومستوى الأداء ونجاح العمل، وتقديم وثائق مكتوبة للسياسات والإجراءات، واتّباع إرشادات الممارسات السريرية المثلى، وتقديم تقييم وتوقّع مسبق لمخاطر السرطان، وتقديم استشارة بخصوص التأثير الوراثي، والابتكار والإبداع، ومشاركة فريق متعدد الاختصاصات في الدراسات السريرية قيد التنفيذ، وفي الدراسات السريرية بصورة مطلقة، وشفافية البيانات، ودمج الأفراد من الفئات الأقل حظا والأقليات.
ما أهمية الجائزة على الصعيد العربي؟
أكد الدكتور محافظة أن الجائزة تهدف إلى رفع مستوى الأبحاث العربية وتطويرها، من أجل فهم خصائص السرطان في المنطقة العربية، ودراسة “الجينات العربية” تحديدا، للتمكن من مواجهة السرطان والتغلب عليه بطرق علمية متقدمة، مشيرا إلى أن رؤية الجائزة ترتكز على تمكين الأنظمة الصحية، والباحثين في العالم العربي، للارتقاء بمستوى أبحاث السرطان المبتكرة في المنطقة العربية.
كيف ستساعد الجائزة في الوصول لعلاجات جديدة للسرطان؟
يأمل محافظة أن تستطيع هذه الأبحاث ونتائجها تغيير واقع السرطان في المنطقة العربية، للوصول إلى المستقبل الوحيد الذي يمكن القبول به، وهو مستقبل خالٍ من السرطان، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال ترسيخ البحث العلمي في مجال السرطان على مستوى الوطن العربي، وتمكين الأنظمة الصحية، والباحثين في العالم العربي، للارتقاء بمستوى أبحاث السرطان المبتكرة في المنطقة العربية.
ولفت الدكتور محافظة إلى أن نتائج دورة 2022 للجائزة أعلنت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام، من خلال حفل نظمته مؤسسة الحسين للسرطان، حيث سلمت الدروع لـ7 فائزين من عدة دول، من أصل 137 باحثا متقدما من 16 دولة، وقد خضعت جميع المشاركات إلى تقييم من قِبل لجنة تحكيم متخصصة لكل فئة، بناء على أسس من معايير الجائزة المحدَّدة وفق فئة التقديم.
ما واقع مرض السرطان في العالم العربي؟
وقد أشار مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور في تصريحات خاصة للجزيرة نت، إلى أن نسب السرطان تتفاوت في الدول العربية لعدة أسباب، منها ما يعزى للتفاوت ما بين دقة أرقام السجل الوطني للسرطان في الدول العربية المختلفة، بالإضافة لعوامل الخطورة المتوفرة في كل دولة، فعلى سبيل المثال الدول التي تسود فيها ظاهرة التدخين بشكل مرتفع، فإن نسب أنواع السرطان المرتبطة بالتدخين تكون عالية.
وتابع منصور أن الدول التي تنتشر فيها الفيروسات مثل فيروس الكبد الوبائي “سي” (C) و”بي” (B)، تنتشر فيها أورام الكبد بنسب عالية، ووفقا لآخر الإحصائيات فقد تم تشخيص حوالي 463 ألف حالة سرطان في الوطن العربي، وهذا يعني حوالي 133 حالة لكل 100 ألف نسمة، مبينا أن هذه النسب أقل بكثير من مثيلاتها في الدول الغربية.
ما نسب الوفيات بالسرطان والأنواع الأكثر انتشارا؟
بيّن الدكتور منصور أنه تم تسجيل حوالي 281 ألف حالة وفاة سنويا بسبب السرطان في الدول العربية، وفقا لإحصائيات عام 2020، في حين كانت أكثر أنواع السرطان انتشارا بين الرجال في الدول العربية كالآتي، سرطان الرئة في المرتبة الأولى، ثم سرطان الكبد وهو مرتبط بالتهاب الكبد الفيروسي المنتشر في عدد من الدول العربية، يليه سرطان البروستاتة، فسرطان المثانة، ثم سرطان القولون، وأخيرا سرطان المستقيم.
أما عند النساء، وفق ما ذكر الدكتور منصور، فإن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا في الدول العربية، ثم سرطان القولون، يليه سرطان الكبد، ثم سرطان الغدة الدرقية، وأخيرا سرطان عنق الرحم.
ما النصائح العامة حول الوقاية من السرطان؟
أكد الدكتور منصور أن الأبحاث أثبتت أنه يمكن تجنّب الإصابة بالسرطان بنسبة 40%، في حال تجنب التدخين، حيث تحتوي السجائر على أكثر من 60 مادة كيميائية مسرطنة، ويعد التدخين المسبب الرئيسي لـ16 نوع سرطان، منها الرئة والقولون والفم والحنجرة وعنق الرحم والبنكرياس والمعدة.
وللوقاية من المرض أيضا نصح بتناول وجبات صحية، والابتعاد عن الوجبات السريعة غير الصحية، والتقليل من تناول الدهون واللحوم الحمراء، وتجنّب المشروبات الكحولية.
كما أوصى بممارسة الرياضة، حيث تساهم في المحافظة على وزن صحي، وتقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان المريء، والبنكرياس، والقولون، والثدي، والرحم، والكلية، والغدة الدرقية، والكبد، والمرارة، لافتا في الوقت ذاته إلى أهمية إجراء فحوصات الكشف المبكر الدورية، والاهتمام بالصحة النفسية.
ما أهمية الكشف المبكر عن السرطان؟
شدد الدكتور منصور على أنه عند اكتشاف السرطان مبكرا، تكون فرصة الشفاء منه كبيرة، إذ يكون العلاج في المراحل المبكرة فعالا وأقل تكلفة، ولذلك تقوم مؤسسة الحسين للسرطان بتنظيم حملات توعوية على مدار العام، من خلال نشر رسائل تستهدف المجتمع، وتشجيع النساء والرجال على القيام بفحوصات الكشف المبكر الدورية.