أخبار

هل يمكن أن يسبب نبات «قفازات الثعلب» نوبة قلبية حقًا ؟!

يحتوي نبات «قفازات الثعلب» على الديجوكسين، وهو دواء يستخدم لعلاج عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب الذي يمكن أن يكون سامًا أيضًا. لكن هل يمكن أن يسبب تناوله نوبة قلبية؟

وتعد حالات التسمم العرضي بنباتات «قفازات الثعلب» البرية نادرة للغاية. لكن من المهم التوجه إلى الطبيب في حال تناول الأشخاص لها. كما يجب عرض الحيوانات الأليفة على الطبيب البيطري في حالة تناولها.

ويمكن التعرف على الفور على الزهور الأرجوانية ذات الشكل الجرسي لقفازات الثعلب. لكن هذه الزهرة البرية الأوروبية الجميلة غارقة في غموض خارق للطبيعة. وتُعرف أيضًا باسم «قفازات الساحرات» و«أجراس الرجل الميت». وقد تم استخدامها كدواء شعبي وسمّ لعدة قرون، نظرًا لتأثيراتها القوية على قلب الإنسان. وهناك مقولة إنجليزية قديمة مفادها أن «قفازات الثعلب يمكنها أن تحيي الموتى وتقتل الأحياء»! فهل يمكن أن تسبب قفازات الثعلب نوبة قلبية حقًا؟

وللوصول إلى جوهر هذا الأمر، نحتاج أولاً إلى فهم كيفية عمل القلب السليم. يحتوي القلب نفسه على آلاف الخلايا القلبية التي تنقبض في الوقت المناسب لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم. فيما تنظم الإشارات الكهربائية الصغيرة عملية الضخ هذه، وتشارك كل خلية في الحفاظ على هذا النشاط الكهربائي.

وتحتوي أغشية خلايا القلب على الكثير من القنوات الأيونية والناقلات المختلفة التي تسمح للجزيئات المشحونة مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد بعبور الغشاء بطريقة خاضعة للرقابة، حسبما يقول هيوز أبرييل الباحث بالقنوات الأيونية بجامعة برن السويسرية، موضحا «ان حركة الأيونات هذه تولد تيارًا كهربائيًا وفرق جهد عبر الغشاء، ومن هنا تأتي الكهرباء». وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي.

وتعتبر مضخة الصوديوم والبوتاسيوم ذات أهمية خاصة لتنظيم هذا التوازن الكهربائي. إذ يستخدم هذا الناقل الغشائي الطاقة لدفع أيونات الصوديوم خارج الخلية أثناء ضخ أيونات البوتاسيوم إلى الخلية. وبشكل عام، هذا يعني أن داخل كل خلية قلبية شحنة سلبية مقارنة بخارجها. وان الحفاظ على هذا التدرج أمر حيوي لعمل القلب بشكل سليم.

ما علاقة «قفازات الثعلب» بكل هذا؟

تحتوي نباتات قفازات الثعلب على مركبات قوية للغاية تسمى «جليكوسيدات القلب» لوظيفتها على عضلة القلب. و«جليكوسيدات» للإشارة إلى أن هذه المركبات تحتوي على جزيئات سكر مرتبطة ببنيتها الكيميائية لمساعدة الجسم على امتصاصها.

ويبين أبرييل «تنتج جميع أنواع قفازات الثعلب كمية معينة من هذه الجليكوسيدات القلبية، مثل الديجوكسين، وهي ترتبط بإحكام شديد بمضخة الصوديوم والبوتاسيوم، حتى لا يتمكن الناقل من ضخ تلك الأيونات؛ حيث يؤدي تعطيل هذه المضخة إلى حدوث سلسلة من المشاكل الكيميائية داخل خلايا القلب التي تتحد لتجعل القلب ينبض فجأة بقوة أكبر وأسرع بكثير». مضيفا «هناك تفاعل بين الأنواع المختلفة من ناقلات الأغشية، لذا فإن تثبيط أحدها يعني أن الآخر لن يعمل بشكل جيد. كما أن ضرب مضخة الصوديوم والبوتاسيوم له تأثير غير مباشر ما يزيد من تركيز الكالسيوم داخل خلايا القلب. وهذا الارتفاع في تركيز الكالسيوم يعمل كمحفز يؤدي لاضطرابات كهربائية ويجعل خلايا القلب تنقبض بشكل أقوى وأسرع. وهذا الاضطراب في الإيقاع الطبيعي للقلب (وهو نوع خطير من عدم انتظام ضربات القلب المعروف باسم الرجفان البطيني) يمكن أن يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ وحتى الموت».

ويتابع أبرييل «عندما لا تنقبض حجرات القلب بانتظام، فإنه لا يستطيع ضخ الدم، ويكون التأثير الإجمالي كما لو أن القلب لم يعد ينبض».

وعلى الرغم من آثاره الخطيرة والسامة، يعتبر الديجوكسين أيضًا دواءً قيمًا للقلب. لذلك يقول وانغ «ان الديجوكسين يوصف سريريا لعلاج قصور القلب عندما تفشل أدوية أخرى. ويحدث فشل القلب عندما يكون قلب المريض ضعيفًا جدًا لدرجة أنه لا يضخ الدم بشكل كافٍ».

وعلى الرغم من أن الديجوكسين له آثار جانبية خطيرة إذا تم تناول جرعة زائدة منه، إلا أنه في حالات خاصة قد تتفوق فوائده على أخطاره ويمكن أن تنقذ الحياة. كيف

كيف نقيّم هذا كله بالنسبة لقفازات الثعلب؟

في حين أن الديجوكسين بلا شك مركب قوي وخطير، إلّا ان حالات التسمم العرضي بقفازات الثعلب البرية نادرة للغاية؛حيث تنتج نباتات قفاز الثعلب الأرجواني الشائع (Digitalis Purpurea) كميات صغيرة نسبيًا من السم. لكن مع ذلك، إذا ابتلع شخص ما عن طريق الخطأ أي جزء من النبات، فيجب عليه الذهاب لغرفة الطوارئ.

إغلاق