الطب النفسي

مراحل تطور الحياة النفسية عند الأطفال والمراهقين

يمر الطفل منذ بداية نموه وحتى بلوغه سن الرشد بمراحل تطور الحياة النفسية الخاصة به، وتشمل كل مرحلة ظهور بعض الحالات النفسية واختفاء غيرها، والتي تساهم بشكل أساسي في تكوين شخصية الطفل، والحفاظ على سلامته النفسية والذهنية، ويتوجب على الوالدين أو من يقوم برعاية الطفل الانتباه لها، ومراقبة الطفل، وتقديم المساعدة له بحسب ما تتطلبه كل مرحلة منها. مراحل تطور الحياة النفسية عند الأطفال والمراهقين تطور الحياة النفسية في مرحلة الطفولة المبكرة لفت الانتباه: مع بلوغ الطفل السنة الثالثة من عمره فإنه يمارس السلوكيات المرفوضة في أسرته للفت الانتباه، كما أنه لا يهتم كثيراً بالألم أو العقاب الذي يفرض عليه؛ لأن رغبته في لفت الانتباه تفوق إحساسه بالألم. الاستقلال: يبدي الطفل رغبة جامحة في الاستقلال عن أسرته، فيقوم ببعض الأنشطة التي يؤديها البالغين عنه، مثل: ارتداء ملابسه، وتناول طعامه، ومحاولة ترتيب شعره، وتنظيف جسده، ولأنه لا ينجح في القيام بكل ذلك نتيجة ضعف قدراته يتولد لديه صراع داخلي بين الاستقلالية والاعتماد على الغير. تكون الشخصية: تبدأ شخصية الطفل بالتكون، ويمكن أن تكون قيادية أو انطوائية أو مسيطرة أو عنيفة، ويلعب الوالدان دوراً مهماً في تكوين شخصيته، وذلك من خلال إرشاد الطفل نحو فعل الصواب، وتأمين أجواء أسرية سليمة له. تطور الحياة النفسية في مرحلة الطفولة المتأخرة الرغبة الاجتماعية: يظهر ميل الطفل إلى الانضمام للجماعات، وخاصةً جماعة الأصدقاء، ويعدها مجالاً تنافسياً جيداً لإبراز ذاته وشخصيته، كما يحرص على كسب ثقة الجماعة، ويمكن أن تصدر عنه بعض السلوكيات السلبية لكسب رضا أفراد الجماعة. تحقيق الإنجازات: يسعى الطفل في هذه المرحلة إلى التميز في أحد المجالات الأكاديمية أو الرياضية، وتحقيق إنجازاته الخاص فيها، وفي حال فشله في ذلك يمكن أن تطغى عليه مشاعر النقص وانعدام الكفاءة. الانفعالات: تقل الانفعالات العصبية والقوية لدى الطفل، وذلك لإيقانه بأن جماعته لن تتقبلها ولن ترضى عنها، ويلجأ إلى التعبير عن انفعالاته بالكلام أو بالطرق الإيمائية. الشخصية: يبدي الطفل عدم رضاه عن أساليب الدلال التي يقدمها له والديه، فيمكن أن يبدي كرهه لاسم الدلع، ويطالب بمناداته باسمه الشخصي، لكي يثبت بأنه كبر، وتحول إلى إنسان مستقل وقادر على حماية نفسه بنفسه. تطور الحياة النفسية في مرحلة المراهقة تحقيق الكمال: يحاول المراهق الوصول إلى الكمال في كل ما يفعله، ويحدد لنفسه قواعد أخلاقية مثالية يصعب عليه بلوغها أو الالتزام بها، مما يثير في نفسه صراعاً حاداً عند القيام بالفعل، وشعوره بالذنب، والندم، والإثم حول ما يقوم به. التقبل من الجنس الآخر: يحدث المراهق عدداً من التغييرات على مظهره وسلوكه كي يلفت انتباه الجنس الآخر، كما يرفض الالتزام بالقوانين والقواعد التي يضعها له والداه والمجتمع، ويتمرد عليها. تأكيد الذات وإثباتها: يتجرد المراهق من التفكير المنطقي فيما يتعلق بحياته الخاصة، ويبذل قصارى جهده في إثبات صحة آرائه، ويمكن أن يصر عليها إلى حد التعصب، وينظر لأي نقد لآرائه كأنه نقد لشخصه وذاته.

إغلاق