الطب النفسي
7 عبارات على الآباء تجنب قولها للمراهقين للأبد
تعد مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي تمر على الإنسان مرتين! الأولي وقت مراهقته والثانية عند مرور أبناءه بنفس المرحلة، مع اختلاف الأدوار والصعوبات.
وبقدر صعوبة هذه المرحلة على أي منا في المرة الأولى، بتقلباتها وتغيراتها الدرامية جسدياً ونفسياً، بقدر ما تكون صعبة أيضاً في المرة الثانية حينما نصبح آباء وأمهات لمراهقين ويصبح التفاهم بيننا وبينهم من أكبر التحديات التي تواجهنا.
تكمن صعوبة التواصل مع أبنائنا المراهقين في أغلب الأحيان في كوننا نتحدث “إليهم” وليس “معهم”، أي إننا نتحدث إليهم في اتجاه واحد من منظور الخبرة التي حصلنا عليها من خلال تجاربنا الحياتية أو تنشئتنا الاجتماعية، دون النظر إلى احتياجاتهم الشخصية واختلافهم عنا وطبيعة المرحلة العمرية التي يمرون بها، وننسى تماماً أو نتناسى مشاعرنا والتغيرات التي طرأت علينا وأثرت في تكويننا في مثل عمرهم.
لذا قد يكون من المفيد التعرف على بعض العبارات والأسئلة التي تكون بمثابة “عامل طارد” في علاقتك بإبنك المراهق أو فتاتك المراهقة، ولن تحصل من خلالها على أي إجابات أو مردود إيجابي، بإجماع المتخصصين في العلاقات الأسرية، وأهمها:
1- أخبار المدرسة ايه النهارده؟: عادة ما ستحصل على إجابة مقتضبة لهذا السؤال، مثل “الحمدلله” أو “تمام” أو “كويسة”. بالتأكيد لم تكن هذه الإجابة التي كنت تسعى للحصول عليها، فأنت ترغب في الاطمئنان على أحوال إبنك/ إبنتك. جرب عوضاً عن ذلك توجيه أسئلة محددة مثل “كيف كان امتحان الرياضيات اليوم؟” أو “كيف حال صديقك أحمد، هل تمكن من حل مشكلته مع مدير المدرسة؟”.. إلخ. أيضاً، من المفيد أن تتعود انت أيضاً مشاركتهم أخبارك وما حدث في يوم عملك، فهذا يفتح مجالاً للحوار ويؤكد لهم أنك تشاركههم تفاصيل حياتك ولا تسعى فقط لاستجوابهم عما يدور في حياتهم اليومية.
2- انت هتنزل باللبس ده؟!!: بطريقة تحمل الكثير من الاندهاش والسخرية. جرب عوضاً عن ذلك أن تسأله/ تسألها: “هل انت متأكد من ملائمة هذه الملابس للمكان الذي ستذهب إليه؟” أو أن تقترح ملابس أخرى أكثر ملائمة مشيراً إلى أنها تبدو “أحلى عليه/عليها”.
3- هو صاحبك ده عامل كده ليه؟!: فانتقاد الأصدقاء المقربين يثير استياء الأبناء ويحفزهم للتمسك بهم أكثر. كذلك، إذا طلبت من أحد أبناءك التوقف عن رؤية أحد أصدقائه، فكن على ثقة انه سيقوم بالتواصل معه دون علمك. جرب عوضاً عن ذلك ان توضح لابنك أو ابنتك أنك تعتبر أنه مسئول تماماً أمامك عن أي مشكلات أو تصرفات خاطئة قد تصدر عنه نتيجة ارتباطه بهذا الصديق أو تواجده معه، وأنه سيجني ثمار ذلك. بهذا تكون قد أوضحت رأيك بصراحة ولكن لم تطلب منه أن يقوم بشيء هو ليس مقتنعاً به، وأعطيته الفرصة لتكوين تجربته الشخصية في الحكم على الأشخاص وتفادي الاختيارات السيئة لاحقاً.
4- هتفهم لما تكبر: فلا أحد يصدق أنه ما يزال صغيراً على استيعاب شيء ما، وخاصة المراهقون. والحقيقة أنهم فعلا قادرون على فهم وتحليل الأمور أكثر مما نتصور. بدلاً من ذلك، اشرح لهم وجهة نظرك وعواقب الأمر الذي تتحدثان عنه، دون أن تضيف هذه العبارة، فهي لن تضيف شيئاً إيجابياً للحوار.
5- هتعمل كده عشان أنا قلت كده!: فهي تعني لأي شخص، وخاصة المراهق، أنك ليس لديك أي أسباب منطقية لما تقوله. الأفضل أن ترجيء النقاش لوقت آخر، إذا شعرت بأنك تفقد أعصابك، أو ترمي الكرة في ملعب ابنك/ ابنتك وتسأله لماذا يرفض فكرتك؟ أو ماذا تفعل أنت لو كان لما يريد القيام به عواقب سيئة؟ هل يتحمل النتائج؟ بذلك تعطيه مساحة للتفكير في الخيارات المطروحة والنتائج المترتبة عليها.
6- هو انت ليه متبقاش “ذكي/ طيب/ شاطر/ حنين…إلخ” زي أخوك/ فلان: فهذه هي الطريقة المثلى لتدمير ثقة مراهقك في نفسه وكذلك علاقته بالشخص المقارن به. كل إنسان له قدراته ونقاط قوته وضعفه، لذا لا ينبغي بأي حال من الأحوال مقارنته بغيره.
7- لو عملت كده.. أنا هوريك!: هذا التهديد فضفاض جداً بحيث لا يمكن تصديقه! وهو غالباً يصدر في لحظة انفعال أو غضب ولا يسفر عن شيء بعد ذلك. الأفضل من ذلك، أن تقول نتيجة محددة لتصرف ما، مثلاً، “لو لم ترتب غرفتك، لن أسمح لك بالخروج يوم العطلة”.
بوجه عام، النقاش وطرح تساؤلات مختلفة أمام إبنك/ ابنتك المراهقة يفتح المجال للتواصل بينكما بشكل أفضل، مقارنة بتوجيه الملاحظات وإعطاء التعليمات والأوامر. فكر دوماً في طرق للإقناع بحيث تصل بهم للاقتناع بالقرار الصحيح، وافسح لهم المجال للخطأ أحياناً، فلا أحد يتعلم دون الوقوع في أخطاء.