القلب والرئة

تعرفوا بالتفصيل على مرض الشريان التاجي

مرض القلب التاجي أو الداء القلبي الإكليلي أو داء الشريان التاجي، أو مرض نقص تروية القلب هو النتيجة النهائية لتراكم اللويحات العصيدية على الجدران الداخلية للشرايين التي تغذّي عضل القلب، وبالرغم من أن معظم المرضى لا تظهر عليهم أي دلائل للمرض لعدة عقود، فإننا لا نلاحظ أي علامات وأعراض المرض في المراحل المتقدّمة منه،حيث يتطوّر المرض خلالها قبل أن تظهر الأعراض للمرّة الأولى، وغالبا على شكل نوبة قلبية فجائيّة، فما هو هذا المرض المميت؟

مرض الشريان التاجي أو الداء القلبي:

قلب

بمرور الزمن وبعد عقود من بداية تراكم اللويحات قد يتمزق بعضها ويبدأ بتضييق المجرى المتاح للدم داخل الشريان المغذّي لعضلات القلب، ويعدّ هذا المرض السبب الأكثر شيوعاً للموت الفجائي، كما يعتبر مسئولاً عن أكبر نسبة من الوفيات في الرجال والنساء الذين تتجاوز أعمارهم العشرين عاما، ومع تقدم درجة المرض يمكن أن يحصل أحيانا إغلاق شبه تام لتجويف الشريان التاجي (الإكليلي)، مما قد يحد وبشدة من تدفق الدم المؤكسد ووصوله لعضل القلب، وعند وصول الإنسداد لهذه الدرجة عادة ما يعاني المرضى من إحتشاء عضل القلب (النوبة القلبية)، الأمر الذي قد يتكرر أكثر من مرة، كما تبدأ أعراض وعلامات إقفار (نقص التروية) الشرايين التاجية المزمن بالظهور، ومن ضمنها أعراض الذبحة الصدرية.

من المهم أن يتم التمييز بين إقفار (نقص تروية) عضلة القلب وإحتشاء عضل القلب (النوبة القلبية):

الإقفار أو نقص التروية يعني أن كمية الأوكسجين الواصل عبر الشرايين لتغذية النسيج غير كاف لتلبية إحتياجات ذلك النسيج، لذا عندما يتأثر النسيج العضلي القلبي بالإقفار فإنه يعجز عن أداء وظيفته بالطريقة الأمثل، وحين تصبح الأجزاء المتأثرة بهذا الإقفار كبيرة، يظهر ضعف في قدرة عضل القلب على الإنقباض والإنبساط، وإذا ما تحسن تدفق الدم للنسيج، فإنه يمكن أن يعكس إقفار العضل القلبي ويتم إزالة تأثيره السلبي، أي أن الإقفار هو عملية عكوسية (قابلة للعكس).
أما الإحتشاء (النوبة القلبية) فيعني حدوث عملية نخر متعذرة العكس في النسيج نتيجة نقص في كمية الدم المؤكسد الواصل لذلك النسيج، ويمكن للشخص المريض أن يتعرض لتمزق في اللويحات العصيدية خلال أي مرحلة من مراحل المرض، والتمزق الحاد في اللويحة ممكن أن يؤدي لحدوث إحتشاء عضل القلب الحاد.
ووفقا للموسوعة الحرة فإن هذا المرض يُعتبر المسبب الأول للوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم التنبه لأعراض وعلامات المرض في المراحل المتأخرة منه ومعظم الأفراد المصابين بمرض القلب التاجي لا تظهر لديهم أي أعراض لعقود بينما يستمر المرض في التطور خلال هذه المدة قبل ظهور أولى علاماته، غالبا في صورة ذبحة صدرية مفاجئة.

تطور المرض:

بعد مضي عقود والمرض في تطور مستمر، قد تتمزق إحدى الصفائح الدهنية (بالإضافة إلى تنشط عناصر تخثر الدم) معيقة بذلك مرور الدم خلال الشريان التاجي وبالتالي إلى عضلة القلب، ويعتبر هذا المرض هو أكثر الأسباب شيوعا للموت المفاجئ، بالإضافة إلى وفاة الأفراد من الجنسين فوق سن العشرين، وتبعاً للإعتقاد السائد حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن نصف الذكور الأصحاء فوق سن الأربعين سيصابون بمرض القلب التاجي، وواحدة من ثلاثة نساء فوق سن الأربعين ستصاب به مستقبلا، وطبقاً لما ورد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فإن شمال أيرلندا لديه أعلى معدل بالإصابة بمرض تصلب الشرايين التاجية، ومدينة مساري بأفريقيا لديها أقل معدل على مستوى العالم.

الوقاية الثانوية:

هي الوقاية من مضاعفات أخرى لمرض موجود أصلا، وبالنسبة لأمراض القلب التاجية فإنها تعني التحكم في عوامل الخطر أثناء إعادة التأهيل للقلب؛ حيث يتم البدء بأربعة مراحل في المستشفى بعد الإصابة بالجلطة القلبية، كإجراء عملية جراحية للأوعية الدموية أو القلب، كذلك فإن التمارين الرياضية مع الحمية الغذائية تعتبران العامل الأساسي في إعادة تأهيل القلب، وكذلك التوقف عن التدخين والتحكم في ضبط مستوى الكوليسترول وضغط الدم.

مبادئ العلاج:

جراحة

تستند الخيارات العلاجية للأمراض التاجية القلبية على ثلاثة مبادئ:

1-العلاج الطبي – الدواء (nitroglycerin، beta-blockers، calcium antagonists.) وغيرها.

2-التدخل في الأوعية التاجية للقلب مثل: عملية جراحية للأوعية الدموية (angioplasty) وزراعة دعامة أو أنبوب داخل الأوعية الدموية بعملية التمييل.

3-العملية الجراحية لزرع أوعية دموية أخرى من الجسم في الأوعية التاجية للقلب bypass surgery كما أن الأبحاث الجديدة تركز على العلاج الناشئ من الأوعية الدموية أو ما يسمى بتكون الأوعية الدموية (angiogenesis) وكذلك العلاج بالخلايا الجذعية.

العلاج بإستخدام مضادات الصفائح الدموية:

وجدت الدراسة التي أجريت بواسطة تعاون كوكران العالمي أن هناك علاقة بين إستخدام الكلوبيدوغريل (clopidogrel) مع الأسبرين مع إنخفاض معدل خطر الإصابة بالإصابات القلبية الوعائية بالمقارنة مع المرضى الذين يستخدمون الأسبرين فقط.

إغلاق