طب النساء والولادة
استئصال الثدي.. طريقة للوقاية من السرطان
إن اكتشاف كونكِ معرضة لخطورة عالية للإصابة بمرض سرطان الثدي يؤدي إلى طرح أسئلة واتخاذ قرارات صعبة، ومن تلك الأسئلة الاستفسار عمّا إذا كنتِ ستحتاجين إلى الخضوع لعملية استئصال الثدي الوقائي أم لا (وهي جراحة لاستئصال ثدي واحد أو الاثنين أملاً في الوقاية أو الحد من خطر مرض سرطان الثدي).
ولكن، ضعي في اعتبارك أنه إذا تحدد أنكِ عرضة لخطورة عالية فهذا لا يعني أنك بالتأكيد ستصابين بمرض سرطان الثدى، انما يعني أن احتمالية حصول المرض عندك أعلى بكثير من معدل الخطورة المتوسط للمرأة.
مَن التي قد تُفكر في الخضوع لعملية استئصال الثدي الوقائي للحد من مخاطر مرض سرطان الثدي؟
كل النساء عرضة لخطر الإصابة بمرض سرطان الثدي بمجرد كونها أنثى وليست صغيرة في العُمر، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بدرجة كبيرة.
يمكنكِ التفكير في الخضوع لعملية استئصال الثدي الوقائي في الحالات التالية:
1- أن تكوني مصابة بمرض السرطان في أحد الثديين بالفعل
إذا احتجتِ إلى استئصال ثدي واحد بسبب تشخيص جديد لمرض السرطان، ولديكِ تاريخ عائلي يتضمن احتمالية عالية جدًا للإصابة بسرطان الثدي، فقد تقررين أن تستأصلي الثدي الآخر غير المصاب في نفس الوقت.
2- تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي
إذا أُصيبت أمكِ أو أختكِ أو ابنتكِ بمرض سرطان الثدي، خصوصًا إذا تم تشخيص حالتها قبل سن 50 عامًا، فقد تكونين معرضة لخطر زائد، وإذا كان الكثير من أفراد عائلتك مصابين بسرطان الثدي أو المبيض، سواء من ناحية الأم أو الأب، فقد يكون خطر تعرضك لمرض سرطان الثدي أكبر.
3- النتائج الإيجابية من خلال الخضوع لاختبارات الجينات
قد يحدد اختبار الجينات الوراثية طفرات موجودة في الجينات، مثل BRCA1وBRCA2، والتي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو أي أمراض سرطانية أخرى بدرجة كبيرة.
وإذا كان لديكِ تاريخ عائلي عالي الاحتمالية من الإصابة بمرض سرطان الثدي، فضعي في اعتبارك مقابلة استشاري أمراض وراثية لمناقشة الاختبار الجيني.
4- التغيرات التي تحدث بالثدي وتزيد بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بمرض السرطان
قد يكتشف طبيبكِ وجود خلايا شاذة في الغدد المنتجة للحليب في ثديك، وهي حالة تُعرف باسم السرطان الفصي الموضعي (LCIS). ولا تُعد حالة السرطان الفصي الموضعي بمثابة مرض سرطاني، ولكنها علامة على تزايد خطر الإصابة بمرض السرطان في كلا الثديين.
وإذا كان لديكِ تاريخ عائلي يتضمن احتمالية عالية للإصابة بمرض سرطان الثدي وتاريخ شخصي للإصابة بمرض السرطان الفصي الموضعي، فالوقاية الكيماوية أو استئصال الثدي الوقائي قد يكون من الخيارات المتاحة للتحكم في هذا الخطر الذي تتعرضين له.
5- العلاج الإشعاعي
إذا خضعت للعلاج الإشعاعي لثديك في الفترة العمرية بين 10 و30 عامًا، فأنتِ معرضة لخطر زائد للإصابة بسرطان الثدي.
6-
إن كثافة نسيج الثدي مقترنة بالإصابة بمرض سرطان الثدي، وبسبب كثافة نسيج الثدي أيضًا، يصعب على الأطباء تشخيص مرض سرطان الثدي. وبالنسبة للمرأة التي لديها حالة كثافة الثديين، فقد تفكر في الخضوع لعملية استئصال الثدي الوقائي، خصوصًا إذا تعرضت لعوامل أخرى من الخطورة، مثل تاريخ عائلي عالي الاحتمالية للإصابة بسرطان الثدي أو حالات احتمالية التسرطن.
مع مَن يجب على النساء المعرضات لخطورة عالية للإصابة بسرطان الثدي مناقشة خياراتهنّ؟
إن اتخاذ القرار بشأن ما الذي تفعلينه عند معرفة أنكِ معرضة لخطورة عالية للإصابة بمرض سرطان الثدي هو عملية معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً.
وإذا كان يمكنكِ التوجه إلى فريق من اختصاصيي الصحة، فمن الأفضل أن تخضعي لتقييم كامل بشأن مدى تعرضك للخطر وأن تستغرقي الوقت الكافي لفهم كل الخيارات المتاحة أمامك.
ويعمل بالعديد من مراكز علاج أمراض الثدي أطباء متخصصون في صحة الثدي وجرّاحون متخصصون في حالات الثدي ومتخصصون في الجراحة الترميمية يمكنهم التعاون معكِ. ويوصى بشدة باستشارة أطباء آخرين للنساء اللائي يفكرنَ في عملية استئصال الثدي الوقائي.
فاتخاذ القرار سواء باستئصال الثدي الوقائي أم لا ليس أمرًا ملحًا. ويجب أن تستغرقي الوقت الكافي للموازنة بين جميع الإيجابيات والسلبيات. وقد ترغبين أيضًا في مناقشة مخاوفك ومشاعرك مع اختصاصي في صحة الثدي وطبيب نفسي.