أمراضسلايد 1منتجعات علاجية
سمية الدهون
سميّة الدهون (Lipotoxicity) هي النتيجة المُحدثة للسكري (المسببة لمرض السكري – Diabetogenic) للتركيز المرتفع من الأحماض الدهنية الحرة في الدم، أو في داخل الخلايا. يظهر هذا الوضع في عدد من الأنسجة، أبرزها الكبد، العضلات وخلايا بيتا في البنكرياس. وقد تم خلال السنوات الأخيرة، اكتشاف علاقة بين مستويات الدهون المرتفعة في الدم وبين الإصابة بمرض السكري.
فالانتشار الواسع للسمنة الزائدة بين مرضى السكري من جهة، ووجود مستويات مرتفعة جدا من الدهون الحرة لدى غالبية من يعانون من السمنة، من جهة أخرى، يشيران إلى احتمال أن تكون هذه الأحماض الدهنية هي نفسها التي تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، ومن ثم الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وقد تبين أن تستيل (إدخال العلاج قطرة قطرة – Instillation) الدهنيات عبر الوريد للأشخاص الأصحاء، يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بواسطة آليتين اثنتين: الأولى، من خلال تقليل فاعلية الإنسولين على مستوى العضلات، بحيث يقل نقل جزيئات السكر إلى الخلايا. والثانية، من خلال إنتاج كمية كبيرة من الجلوكوز في الكبد.
وقد ثبت في التجارب المخبرية التي أجريت على جرذان مصابة بمرض السكري، أن مستويات الأحماض الدهنية المرتفعة في الدم تتجمع في “جزر لانغرهانس” (Islands of Langerhans) في البنكرياس، مما يعيق عملية إفراز الإنسولين من خلايا بيتا الموجودة هناك. كما تبين، أيضا، أن الأدوية من عائلة الـثيازوليدين دينون (Thiazolidinediones) (مثل، أفانديا – Avandia) وكذلك الـميتفورمين (Metformine) تستطيع إصلاح هذا الخلل على مستوى البنكرياس.
ويبدو أن سميّة الدهون، بحد ذاتها، ليست ضارة كما في حال ترافقها مع سميّة الجلوكوز. هذان النوعان من السميّة، معا، قد يسببا نشوء مقاومة الإنسولين (Insulin resistance) بحيث يلحق الضرر الأساسي بالكبد والعضلات، كما يؤديان إلى نشوء مرض السكري عندما يصيب الضرر البنكرياس. كذلك، من الممكن أن يلحق الأذى بالقلب (Cardiomyopathy) عندما يحصل ترسب الدهون في عضلة القلب ذاتها.
المراحل الأولى من هذه الإصابات تكون قابلة للإصلاح والعكس (Reversible). ولكن، كلما مر وقت أطول، أصبح الضرر أكبر واصبح الضرر غير قابل للإصلاح (Irreversible).
علاج سمية الدهون
إذا كانت سميّة الدهون في المراحل الأولى، فإن إنقاص الوزن، النشاط الجسماني والتغذية المناسبة قد تساعد على إصلاح الأضرار الحاصلة. كذلك، هنالك عدد من الأدوية التي يمكنها إبطاء عملية التسبب بمرض السكري على خلفية سمية الدهون ، إلا أن الشرط الأساسي لهذا كله هو التشخيص والعلاج المبكران، أي في المرحلة التي تكون الأضرار فيها ما زالت قابلة للإصلاح.
مؤخرا، يتم استغلال هذه الحقائق بشكل جيد من أجل منع تكوّن داء السكري من النوع 2. وقد ثبت، فعلا، أن الوقاية قادرة على مساعدة الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وحمايتهم منه.