كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن وزارة الصحة في إسرائيل قررت وقف استيراد الفواكه والخضروات من الأردن، وذلك بعد اكتشاف جرثومة الكوليرا بمياه نهر اليرموك، وفي بعض المنتجات الزراعية المستوردة من هناك.
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية، وفقا للصحيفة، إن “أحد المختبرات المعتمدة اكتشف نتائج إيجابية لمرض الكوليرا في عينة مياه أخذت من نهر اليرموك، ولذلك قررت اتخاذ إجراءات احترازية، وأوقفت استيراد شحنات الفواكه والخضروات من الأردن في هذه المرحلة”.
وتوقعت الصحيفة أن يؤدي القرار إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية في إسرائيل وخاصة الخيار والطماطم التي تستوردها من الأردن، وذلك بسبب ندرة المحاصيل منذ بداية الحرب على غزة وتوقف الصادرات من تركيا.
نفي أردني
وبالمقابل أكدت الحكومة الأردنية أن مياه نهر اليرموك وقناة الملك عبد الله خالية من أي تلوث، مبينة أن هنالك فحوصات مخبرية تجري بشكل دوري وفق برنامج محدد وبالتناوب بين وزارات ومؤسسات رسمية لضمان سلامة المياه بشكل مستمر، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
وقال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند المبيضين إن لجانا مختصة في وزارة المياه والري، وسلطة المياه والزراعة والصحة توصلت إلى أن برامج مراقبة مصادر المياه والتأكد من نوعيتها وسلامة مياه نهر اليرموك ومياه قناة الملك عبد الله سليمة ومطابقة لمواصفة المياه الأردنية وخالية تماما من أي مؤشرات ملوثة خاصة “الكوليرا”.
وبيّن أن اللجان الفنية أخذت عينات من مدخل النفق أسفل نهر اليرموك المزود لقناة الملك عبد الله، إذ تطابقت جميع الفحوصات من مختلف الجهات في تأكيدها سلامة مياه النهر والقناة، وبالتالي سلامة مياه الشرب ومياه الري للمزروعات، وفق المواصفة الأردنية.
وأضاف الوزير أن وزارة المياه تقوم -من خلال سلطة المياه، وشؤون المختبرات والنوعية ومختبرات شركة مياه الأردن، بالإضافة إلى مختبرات صحة البيئة في وزارة الصحة- بتنفيذ برنامج رقابي متقدم على مياه القناة وعدد من مصادر المياه الحساسة ومن مخارج محطات تنقية الصرف الصحي في كافة المحافظات لرصد بكتيريا الكوليرا، والذي تم البدء بتنفيذه منذ شهر سبتمبر/أيلول 2022، وما زال تنفيذ البرنامج مستمرا لغاية تاريخه.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة قامت بإجراء عدد من الفحوصات على المياه المستخدمة بالزراعة في عدد من المختبرات، ولم يسجل وجود “الكوليرا الممرضة” بالمياه، إضافة لعينات التربة والأشجار المثمرة.
غضب شعبي
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أثارت صور نشرتها مصادر عبرية لخضروات أردنية المنشأ في الأسواق الإسرائيلية، موجة من الاستهجان في الشارع الأردني، حيث ظهرت على بعض الأصناف كالخيار والكوسا ملصقات تشير لشركات أردنية محلية، موجودة في العاصمة عمّان ومنطقة الأغوار الحدودية.
وكرد فعل على ذلك، احتشد المئات في مدينة إربد شمال المملكة، على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، منددين بتصدير الخضروات الأردنية للسوق الإسرائيلية، وطالبوا الحكومة باتخاذ قرار واضح لمنع ذلك.
وفي حينها، قال الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين للجزيرة نت إن “مسألة منع تصدير البضائع ليست من اختصاص الحكومة، فهي لا تستطيع إيقاف نشاط أي تاجر”، مشيرا إلى أن الحدود ليست مغلقة والوزارة لا تمارس الرقابة.
وأضاف مبيضين “كما أن المقاطعة خيار فردي لا نجبر الناس على إيقافه، كذلك هو الحال في هذه المسألة، حيث لا نستطيع منع التاجر، ويمكن له أن يقاضي الحكومة إذا أقدمت على منعه”.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الجزيرة